قساوة الشتاء الاقتصادي الأوروبي تدفع فرنسا للهرولة صوب الجزائر وهاته تجزي الأعطيات لمن يناصر صنيعتها “البوليساريو”

خردي لحسن

وصلت رئيسة الوزراء الفرنسية، إليزابيث بورن، إلى الجزائر في زيارة عمل رفقة 16 وزيرا لحضور أشغال اللجنة الحكومية المشتركة الرفيعة المستوى، وذلك يومه الاحد التاسع من شهر أكتوبر الجاري، حيث تم استقبالها من طرف الوزير الأول الجزائري، أيمن بن عبد الرحمان، بمطار “هواري بومدين” الدولي، بالجزائر العاصمة، فماذا تحمل الزيارة من خلاصات، ومن رسائل، في ظل استغلال فرنسا لجو الصراع المشتعل بين الجزائر والمغرب، وأزمة البرد التي أصابت علاقات الجزائر بإسبانيا، في براغماتية سياسية واضحة من الجانب الفرنسي، وابتزاز سياسي جزائري مقابل الغاز.

 

ومتابعة لتفاصيل الزيارة، فقد أكدت وكالة الانباء الفرنسية أن زيارة رئيسة الوزراء للجزائر رفقة 16 وزيرا ورجال أعمال ورؤساء مؤسسات تدخل في اطار اتفاقية إعلان الجزائر “من أجل شراكة مُتجددة” التي وقعها الرئيسين الفرنسي والجزائري في شهر غشت الماضي، مع ترقب لقاء الرئيس الجزائري بارئيسة الوزراء الفرنسية.

 

كما أنه وعلى هامش هذه اللجنة، سيتم عقد منتدى أعمال جزائري فرنسي يتم خلاله مناقشة الشراكات بين الجانبين في سبع قطاعات هامة وهي المناولة، الصناعة، الطاقات المتجددة، الطاقة الانتقالية، الأدوية، القطاع الطبي، بالإضافة إلى الصناعات الغذائية والصيد البحري وتربية المائيات. 

زيارة تأتي كنتيجة للزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي للجزائر ولقائه بالرئيس الجزائري، وخلاصات تلك الزيارة، لكن الأهم في باب فهم دلالتها، التي تأتي متزامنة مع قرب الشتاء القارس على اقتصاديات أوروبا، وانفصام حبل الود الأوروبي، والبحث الفردي عن حلول لتوقف ضخ الغاز الروسي نتيجة الحصار الغربي، وحرب أوكرانيا، ورهان فرنسا على الحصول على الغاز الجزائري ضمانا لاستقرار تزويد السوق الفرنسية بهاته المادة الحيوية.

من جهة أخرى تأتي هاته الزيارة كرسائل تحمل مناورة سياسية مشفرة، مرسلة لإسبانيا نتيجة تقاربها مع المغرب، وابتعادها عن الدعم المباشر السياسي والاجتماعي لصنيعة الجزائر “البوليساريو”.

الفرنسيون وفي إطار براغماتية نفعية، ركلوا مصالح أوروبا الموحدة، خاصة وأن هناك بيانا صادرا عن الاتحاد الأوروبي محذرا الجزائر من سياساتها المنتهجة ضد دول الاتحاد الأوروبي، وهو البيان الذي مزقته فرنسا بسياستها هاته، ومحاولة اللعب على انحسار حبل الود بين الجزائر ومدريد، والصراع الجزائري المغربي، نحو مزيد من الابتزاز المشترك بين البلدين، الغاز بالنسبة لفرنسا، و”البوليساريو” بالنسبة للجزائر الحانقة على المغرب، والمعلنة جهارا عن عدائها للمغرب واستقراره وتقدمه.   

التعليقات مغلقة.