انعقاد قمة العشرين وسط شحنة من الخلافات بين الحاضرين وتجنيب حسم الحرب الأوكرانية لأنجاح القمة

أعطى الرئيس الإندونيسي، جوكو ويدودو، انطلاقة أشغال قمة مجموعة العشرين في مدينة “بالي”، الثلاثاء، التي تنعقد وسط تناقضات دولية وصراع غربي روسي بسبب أوكرانيا، وصعوبة كبيرة في استصدار بيان ختامي يرضي جميع الأطراف، تفاقمه الأزمة العالمية، والتناقضات الصينية الأمريكية.

 

في كلمته الافتتاحية حض الرئيس الإندونيسي، ويدودو، الدول الأعضاء في مجموعة العشرين على “إنهاء الحرب”، في إشارة واضحة إلى الحرب الروسية الأوكرانية، إذ قال: “كونكم مسؤولين هنا يعني أيضاً أنه يجب علينا إنهاء الحرب. إذا لم تنته الحرب، فسيكون من الصعب على العالم المضي قدماً”.

 

قمة العشرين قمة الانقسامات

عرفت قمة العشرين خلافات بدأ بتأييد الولايات المتحدة وحلفاؤها إصدار قرار لإدانة ما أسمته “الغزو الروسي لأوكرانيا”، وهو الموقف الذي وصفه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بأنه “تسييس لا مبرر له”.

وتضمنت المسودة موضوع الخلاف والتي لم يتم اعتمادها بعد 16 صفحة، أن “معظم الأعضاء أدانوا بشدة الحرب في أوكرانيا وشددوا على أنها تسبب معاناة إنسانية كبيرة وتفاقم هشاشة وضع الاقتصاد العالمي”.

واستنكر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الذي يترأس وفد “موسكو”، محاولة هاته الخطوة واصفا إياها بأنها تسييس من جانب دول غربية حاولت إدراجها في جدول الأعمال دون جدوى، مضيفا أن روسيا قدمت وجهة نظر بديلة، وأن المسودة ستكتمل غداً الأربعاء.

الجلسة عرفت خلافات قوية بين الدول الأعضاء، خاصة بين روسيا وأعضاء آخرين حول الصياغة، بما في ذلك تحديد طبيعة ما يجري في المنطقة.

تقارب صيني أسترالي على هامش القمة

على هامش القمة دعا الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إلى “تحسين” و”تطوير” العلاقات مع أستراليا، وهي  أول قمة رسمية يعقدها الجانبان بعد عداوة استمرت سنوات.

وقال شي، “علينا تحسين، والمحافظة على، وتطوير علاقاتنا، إذ إن ذلك يتوافق مع المصالح الأساسية لشعبي البلدين”.

لافروف: يصف الشروط الأوكرانية لإطلاق المفاوضات ب”غير الواقعية”

ارتباطا بالملف الأوكراني، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الثلاثاء، خلال تصريح صحافي، أن ما تتذرع به أوكرانيا لإعادة إطلاق المفاوضات مع موسكو  “غير الواقعية”، حيث قال لافروف إن “بلدان العالم الثالث… تدرك جيداً أن هذه العملية تعرقلها أوكرانيا التي تحظر، بما في ذلك من خلال القوانين بمراسيم يصدرها (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي، المفاوضات مع روسيا الاتحادية”. 

لقاء أردوغان ب”ماكرون” و”بن سلمان”

بعد مرحلة من الخلاف عقب مقتل “خاشقجي” بسفارة السعودية بتركيا، التقى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، على هامش قمة مجموعة العشرين.

 

وأوضحت وكالة “الأناضول” بأنّ لقاء الرجلين جرى بعيداً عن عدسات الصحافيين، وحضر هذا اللقاء من الجانب التركي وزراء الخارجية، مولود جاووش أوغلو، والمالية نور الدين نباتي، والزراعة وحيد كيريشجي، والناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، ورئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخر الدين ألطون.

كما التقى أردوغان، نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، على هامش قمة قادة دول مجموعة العشرين، وأفادت وكالة “الأناضول” بأن لقاء أردوغان وماكرون جرى بعيداً عن عدسات الصحافيين.

تعهد بايدن  بتقديم الدعم لعملية بيع تركيا طائرات “إف-16”

خلال لقاء الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بالرئيس الأمريكي، جو بايدن، أكد هذا الأخير، أن إدارته ستواصل تقديم الدعم لعملية بيع تركيا طائرات مقاتلة من طراز “إف-16″، وفق ما أورده بيان صادر عن رئاسة دائرة الاتصال بالرئاسة التركية.

وأضاف البيان أن الرجلان تناولا خلال هذا اللقاء العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين، خاصة في مجالي التجارة والأمن.

وقدم الرئيس الأمريكي تعازيه لتركيا في ضحايا “إسطنبول” الإرهابي، مشيدا بالجهد التركي في استئناف العمل باتفاقية شحن الحبوب عبر البحر الأسود، وحل الخلافات الروسية الأوكرانية المتعلقة بالاتفاقية.

مسودة البيان الختامي لقمة العشرين تندد بتداعيات حرب أوكرانيا

حملت مسودة البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين، أن معظم البلدان المشاركة، ستندد بالتداعيات الاقتصادية لحرب أوكرانيا .

 

كما سيتضمن تمديد اتفاق مع روسيا ستنقضي مهلته السبت، يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية، حيث جاء في المسودة “شهدنا هذا العام أيضاً التأثير السلبي الإضافي للحرب في أوكرانيا على الاقتصاد العالمي”.

كما أكدت المسودة بأن “مجموعة العشرين ليست المنصة المخصصة لحلّ القضايا الأمنية”، مع إقرارها بأن هذه القضايا “قد تحمل عواقب كبيرة بالنسبة للاقتصاد العالمي”.

التعليقات مغلقة.