أسود الأطلس: المهمة المستحلية باتت ممكنة

 محمد المروني

قبل بداية مونديال قطر 2022، صرح رئيس الاتحاد الكاميروني صامويل إيتو بأن منتخب بلاده سيصل إلى المباراة النهائية إلى جانب المنتخب الوطني المغربي، حينها سخر معظم المتتبعين للعبة كرة القدم من تصريحات النجم الكاميروني السابق، بل وتجرأ البعض ليصفوا تصريحاته بال”هذيان”، وب”أحلام اليقظة”، وطالبوه بالعودة إلى لواقع.

لكن أسود الأطلس بقيادة الداهية وليد الركراكي آمنوا بالحلم، وحاربوا لأجله، فأتوا بأجل بلجيكا وكندا في دور المجموعات، والتأهل بجدارة عن صدارة المجموعة بسبع نقاط، مجموعة تضم المصنف الثاني عالميا (بلجيكا) ووصيف بطل العالم في النسخة الماضية (كرواتيا) ومتصدر تصفيات كونككاف للتأهل للمونديال (كندا)، ثم أتبعوا رحلتهم المونديالية بالتغلب على إسبانيا والبرتغال على التوالي في دوري الستة عشر والثمانية.

أسود الأطلس تعود أخيرا إلى دور ال16 من منافسات كأس العالم، بعد غياب دام عقودا من الزمن، وأمام خصم ليس بالهين إطلاقا، منتخب لاروخا، الباحث بدوره عن فك نحس الخروج المبكر من المنافسة، منذ أن نال لقبها قبل 12 عاما بمونديال جنوب أفريقيا، لكن للركراكي أسودا استبسلت على أرضية الميدان، مدافعة عن حظوظها لآخر اللحظات، قبل أن يحسم اللقاء بركلات الترجيح، انبرى لها ياسين بونو حارس عرين الأسود ببراعة منقطعة النظير، مانعا من اختراق شباكه في أية ركلة ترجيحية إسبانية.

المغرب أخيرا رابع منتخب أفريقي يبلغ دور ربع نهائي كأس العالم بعد الكاميرون 1994 والسنغال 2002 وغانا 2010، لكن لا أحد منهم تمكن من تجاوز هذا الدور.

المهمة أمام البحارة بقيادة واحد من أفضل اللاعبين في التاريخ الدون كريستيانو رونالدو صعبة، لكنها ليست مستحيلة، هذا ما آمن به الركراكي وأسوده، ومن كرة عرضية متقنة مرسلة من أقدم ابن وداد الأمة يحيى عطية الله الى ابن فاس يوسف النصري، يحلق عاليا ويعلنها هدفا وحيدا، كان كفيلا بجعل البرتغاليين يحلقون بعيدا من مطار الدوحة نحو لشبونة، ويحلق بالأسود عاليا نحو دور الأربعة الكبار.

في انتظار لقاء تاريخي بين الأسود المغربية أمام الديكة الفرنسية، وأمل الأسود ومن خلفهم ملايين المشجعين المغاربة والأفارقة والعرب ومن كل أقطار المعمورة، أن يصبح المستحيل واقعا، وتجاوز -ربما- أصعب منتخب سيواجهه الأسود في رحلتهم الخيالية، وعينهم على بلوغ محطة لوسيل حيث ينتظرهم ميسي ورفاقه، بعد أن تمكنوا من عبور محطة كرواتيا بثلاثية نظيفة.

فهل تصبح نبوءة صامويل إيتو بخصوص أسود الأطلس حقيقة ويعبرون حاجز مبابي ورفاقه؟ هل يصبح المستحيل واقعا ويحمل المغاربة ذهب مونديال قطر؟..