هل بالغ المغرب في قراره بخصوص السياح القادمين من الصين؟

المغرب بين مواجهة الجاحة الصحية ومواجهة الجائحة الاقتصادية والاجتماعية، فأي خيار ستغلبه الحكومة؟

الزوبير بوحوت

 

بعد أن قررت الصين السماح لسكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة عموماً بالتحرك بلا قيود تقريباً، بدأت دولاً عديدة  تشدد إجراءات السفر أمام الوافدين من ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

 

ولعل أقسى إجراء هو الذي اتخذه المغرب إلى حدود الآن حيث قرر إيقاف دخول جميع المسافرين القادمين من الصين بغض النظر عن جنسيتهم لتجنب تفشي “موجة جديدة من الوباء” في البلاد، وفقاً لبيان حكومي.

وسيكون لهذا القرار تأويلات وتبعات غير إيجابية على القطاع السياحي بالمغرب، فالرسالة السلبية الأولى التي يمكن التقاطها هو أننا غير قادرين للتعامل مع هذا الوباء، وهذا يتناقض مع كل المجهودات التي اتخذتها الدولة والمهنيين الذين أعدوا بروتوكولا صحيا مكن من أجل السيطرة على الوباء، فضلا عن المجهود الاستثنائي الذي بدله المغرب من أجل توفير لقاحات للمواطنين.

أما التبعات السلبية على القطاع هو أن هذا الإجراء نتخذه مع بلد يعرف تطورا كبيرا في حجم السياح الذين يسافرون إلى كل دول المعمور، في مقابل نسبة نمو سنوية بحوالي +4% بخصوص حجم  السياحة المصدرة في العالم بين سنة 2000 و 2019، حيث كانت نسبة السياح الصينيين تتزايد بمعدل حوالي 16% سنويا في نفس الفترة، وهو ما يمثل ضعف أربع مرات نسبة النمو العالمي، كما أن عدد السياح الصينيين سيقارب 251 مليون سائح سنة 2030 ( 19% من حجم السياحة الدولية) وستكون متبوعة بالسياح الألمان، بما يقارب 151 مليون سائح سنة 2030 (أكثر من 11% من مجموع السياح في العالم الذي من المتوقع أن يصل إلى حوالي 1 مليار و328 مليون سائح سنة 2030.

   

وبهذا سنكون ربما في موقع ضعف للتفاوض مع بلدين سيمثلان لوحدها حجم إجمالي يتجاوز 400 مليون سائح (أكثر من 30% من الحجم الإجمالي) علما ان قرارا سابقا كان قد اتخذ في اتجاه ألمانيا جعلها تبحث عن وجهات أخرى، وهو ما أدى إلى ضعف كبير في نسبة استرجاع ليالي مبيت السوق الألمانية (حوالي 23 % فقط إلى نهاية 2022

وبالمقابل لم تكن الدول الأخرى أكثر قساوة من المغرب حيث  فرضت  قيود سفر جديدة على الوافدين من الصين إذ تشترط معظم هذه الدول إجراء اختبار كورونا.

وبهذا  فإلى حدود الآن بالإضافة إلى المغرب، هناك  12 دولة أخرى فرضت إجراءات احترازية لاستقبال السياح القادمين من الصين، وعلى رأسها 3 دول من الاتحاد الأوروبي (ايطاليا، اسبانيا وفرنسا ) في انتظار اتخاذ موقف موحد لدول الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي يرى  مسؤولي الصحة الأوروبيين أن  الفحوصات الإضافية والقيود المفروضة على المسافرين من الصين  “غير مبررة”، وأشاروا إلى أن الأوروبيين يتمتعون حالياً بمستويات عالية من الحماية ضد كوفيد وأن الأنظمة الصحية في القارة مجهزة للتعامل مع العدوى.

كما تضم اللائحة كذلك المملكة المتحدة، أستراليا، كندا، الولايات المتحدة الأمريكية، تايوان، اليابان، كوريا الجنوبية، ماليزيا والهند.

التعليقات مغلقة.