“موريتانيا” بوابة مفاتيح الصراع بين “روسيا” و”الناتو” لامتلاك مفاتيح الساحل الإفريقي

بعد الخروج الفرنسي قوى جديدة تتصارع للاستفادة من خيرات إفريقيا والمدخل البوابة الموريتانية

أحداث كبرى شهدتها منطقة الساحل الإفريقي، وتغيرات جيو سياسية هامة أفرزت تعديلات في خارطة الحضور، وأدخلت لاعبين جدد بعد اندحار الحضور الفرنسي، كما عمقت انقلابات “مالي”، وتدهور الأوضاع الأمنية في “بوركينافاصو” من شخوص الحضور والمصالح، لتحل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين وتركيا بدرجة أقل، مكان الفرنسيين المنسحبين.

 

حضور جديد تفرضه قاعدة توازنات قائمة على عنصرين غنى المنطقة بالطاقة والمواد الأولية، وفي المقابل إرهاب وتهريب للمخدرات واتجار في البشر يعم المكان.

الوضع بهاته البقعة الجغرافية أسماه متتبعون بحرب صامثة قائمة بين مجموعة من الأطراف الدولية، وتعتبر “موريتانيا” الجزء الأهم من هاته الحرب، ف “الناتو” يسابق الزمن عبر توقيع اتفاقيات مع هذا البلد الإفريقي لقطع الطريق على الروس الدافعين في اتجاه علاقات قوية مع “نواكشوط” كبوابة لمنطقة الساحل.

وللإشارة فقد كان تقرير روسي قد تحدث عن تشكيل جبهة بين “الناتو” و”روسيا” تكون “موريتانيا” بوابتها لمواجهة أخطار منطقة “الساحل”، حيث جاء في التقرير الذي أعده معهد الدراسات الشرقية، التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فإنه “بعد فشل بعثات حفظ السلام الغربية في مالي، من المنتظر أن يعزز تحالف “الناتو” وجوده في موريتانيا، لمواجهة المد الروسي في المنطقة”.

وأوضح التقرير أنه “في وقت قصير جداً باتت موريتانيا الشريك الأساسي لحلف الناتو في المنطقة، فمن خلال النظر في البيانات الصادرة عن بروكسل، فإن نواكشوط لن تصبح قاعدة الناتو لمواجهة التوسع الروسي في غرب أفريقيا فحسب، بل ستكون أيضاً مفيدة في مواجهة السياسة الخارجية الروسية في القارة الأفريقية بأكملها”.

اللاعبون الكبار أدركوا أهمية “موريتانيا” في هاته العملية كلها في منطقة الساحل، كمدخل أساسي للعبور لمنطقة الساحل، ومن هنا أهمية الصراع الدولي حول الحضور من داخلها.

 

وتزداد هاته الأهمية من  “القيمة الجيوستراتيجية المتزايدة لموريتانيا بالنسبة لحلف “الناتو”، تتزايد مع أهمية البلد كمنتج ومصدر للغاز الطبيعي”، وفق التقرير الروسي.

التحركات في اتجاه “نواكشوط” لم تتوقف، فبعد تحركات “الناتو” في المنطقة، والتي كان آخرها زيارة لوفد منه لهذا البلد الإفريقي، برئاسة الأمين العام المساعد للشؤون السياسية خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي، التقى خلالها الرئيس الموريتاني محمد الشيخ الغزواني، وصرح عقبها المسؤول في الحلف الأطلسي بأن “موريتانيا دولة محورية في المنطقة، وشريك رئيس للحلف، وسنكثف التعاون معها خلال الأشهر المقبلة”.

في نفس السياق ستستقبل “نواكشوط” وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بحر هذا الأسبوع، وهو ما يؤكد الصراع القوي من أجل امتلاك مفاتيح الساحل الإفريقي عبر البوابة الموريتانية، خاصة وأنها أوجدت لها مكانة في “مالي” بعد وصول المجلس الانتقالي الحالي للسلطة.

كما أن هناك مجموعة من المصادر الإعلامية التي تحدثت عن حصول تواصل بين الجانب الروسي والمجلس العسكري في “بوركينا فاسو” قد يقذف بها أيضا في أحضان “موسكو” وهو ما لا يريده الحلف، ومن هنا الحضور الصراع لإيجاد موقع قدم في الجيو سياسيا وأيضا في المصالح الاقتصادية والخيرات التي تزخر بها المنطقة.

التعليقات مغلقة.