صوت ضمير الحزب

حزب الأصالة والمعاصرة

د. حنان أتركين: عضو المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة

 

اختارت السيدة فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، أن تتواصل مع الرأي العام، وأن تجيب عن استفساراته، وعن تحليلاته وتأويلاته، بلغة واضحة صريحة لا لُبس فيها، وبعيدة عن لغة الخشب الفاقدة للمعنى…، ليس هناك رأسين بالحزب…، هناك انسجام حكومي ولا يمكنني الكذب على المغاربة…، المكتب السياسي يشتغل في انسجام…، الأمين العام يمتلك شرعية انتخابه من لدن المؤتمر…، باب الحزب مفتوح وهو ليس حزب أشخاص بل حزب مؤسسات…

 

كلام السيدة فاطمة الزهراء، كان له وقع كبير في نفوس مناضلات ومناضلي الحزب، فهي ضميره الحي، المتقد، الحريص على أن يستمر في خط تأسيسه، لهذا كانت كل مواقفها، مبنية على هذه المعطيات، مستحضرة لها، ويجب قراءتها من هذه الخلفية، ووحدها هذه الخلفية هي التي تقدم التفسير والتبرير لها…

لقد ساهمت “فاطمة الزهراء” في احتضان الحزب وليدا، وأوجدت له مكانا في الحمراء إلى جانب أحزاب كبرى، وشاركت في مد تأثيره وجاذبيته إلى الجهة ثم بعد ذلك إلى المستوى الوطني…، كما خول لها معاصرتها لكل محطات الحزب التنظيمية والفكرية، رؤية توقعية لمآلات الحزب…، لهذا تتدخل للتوضيح، للبيان…وفي بعض الأحيان للصدع بما يختلج النفوس…وأيضا لقيادة التغيير حين ينسد الأفق… 

تصريحات رئيسة المجلس الوطني للحزب، حولت دائرة الاهتمام، وتمنت على الرأي العام أن ينتبه إلى الجوهر، ليس الموضوع اليوم، هو خلق أخبار عن أزمة الحزب، أو افتعال أخبار عن تيارات غير موجودة، أو التشكيك في حضوره الفاعل ضمن أغلبية منسجمة، افتقدتها الحكومات السابقة…، إن الرهان اليوم، هو كيف يساهم الحزب في إنجاح هذه التجربة التي أتت في سياق عبر فيه المغاربة عن إرادتهم، وتوقهم إلى التغيير، بعد تجربتين حكوميتين بينت القراءات المحايدة والموضوعية، أنها ضيعت على بلادنا الكثير من الوقت والجهد، وشكلت فرصا ضائعة قياسا بالطموح الذي أرساه دستور 2011…، كيف يمكن للحكومة، والبام جزء أصيل ومكون هام لها، من مقارعة التحديات الكبرى لبلادنا في عالم متغير لم يستو بعد على الجودي…؟.

وككل خرجاتها السابقة، أطفأت فاطمة الزهراء نقاشا، لا يجد أولوية في أجندة الحزب اليوم، وبالإمكان تأجيله إلى ميعاد المؤتمر، وفيه سيلتئم المؤتمرات والمؤتمرون لتجديد شرعية زعاماتهم، وتنقيح أوراقهم، وتطوير مواقفهم، ووضع أسس جديدة للتنظيم ولفكره السياسي خلال المرحلة المقبلة…، وإلى ذلك التاريخ، فإن الحزب تديره مؤسساته المنتخبة، بتفاعلها كما تحدده قوانين وأنظمة الحزب…

إن حزب الأصالة والمعاصرة يشكل نموذج الحزب الحي، لهذا لا يخاف النقاش، ولا يهاب الرأي المخالف، إن وجد، كما أنه يحترم ماضيه، ويتذكر بتقدير كل بناته، وكل من وضع لبنة ليصير كما هو في صرحه اليوم قوة حزبية ثانية، وحضور مميز في مجلسي البرلمان، وامتداد انتخابي في الجماعات الترابية، وشعبية متنامية في أوساط كل الطامحين لرؤية المغرب الممكن…ودور سياسي جديد، بعد انتقاله، بفعل إرادة الناخبين، من صف المعارضة إلى موقع الموالاة…دون تبديل ولا تفريط في موقفه وبرنامجه…

شكرا السيدة رئيسة المجلس الوطني، لأنك وضعت النقاش في بوصلته الحقيقية، وأوقفت بصريح قولك وحسمه، آراء المنجمين…الذين كذبهم أبو تمام في فاتحة قصيدته (فتح عمورية) “السيف أصدق أنباء من الكتب… في حده الحد بين الجد واللعب”…، فأوقف لسانك، ما أوقفه سيف المعتصم…

التعليقات مغلقة.