في الحديث عن اليوم العالمي للمرأة

إعداد: عبد الواحد بلقصري / باحث في علم الاجتماع السياسي بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة

 قال الشاعر الكبير الراحل محمود درويش في حديثه عن المراة في إحدى أبياته لن أسميك إمراة سوف أسميك كل شيء

إهداء :

إلى زوجتي الغالية: نجاة

إلى الأمهات الأبطال :حبيبة ،حدوم ،ليلى ، فاطمة ،بشرى ،رجاء ،نفيسة ،عواطف ،زهرة ،خديجة

الى الاخت المكافحة :سعيدة

إلى المناضلة المقتدرة :ايمان

 

احتفل العالم، يوم الأربعاء 08 مارس 2023، باليوم العالمي للمرأة، هذا الاحتفال الذي جاء نتيجة التراكمات الإيجابية والمطالب التي ناضلت من أجلها البشرية لكي تنعم المرأة بالحرية والإنصاف، هذا اليوم الذي يذكرنا بالنضالات العمالية التي خاضتها المرأة من أجل تحقيق مكاسب تجعلها تنعم بالمساواة وانعدام التمييز، وهو يوم ليس ككل الأيام باعتباره يكرم إحدى ركائز المجتمع بجميع أشكاله.

 

إن الاحتفال بهذا اليوم الذي يعتبر أقل ما يمكن أن يقدم لسند المجتمع وأم المجتمع وركيزة المجتمع، يجعلنا نقف وقفة تأمل حول وضعية النساء في زمن معولم مليء بالتناقضات والحروب والتعسفات والممارسات اللاإنسانية التي ما زالت تقام في حق المرأة، فالبرغم من الأدوار المتقدمة التي أصبحت تقوم بها المرأة (أدوار سياسية واقتصادية وتنموية واجتماعية……)، إلى جانب الدور الإنجابي فإن التقارير الدولية تشير إلى أرقام كارثية بخصوص وضعية تمكين النوع وأشكال التمييز التي تمارس في حق المرأة، وقد أكدت العديد من الدراسات أن المرأة تساهم بنسبة كبيرة في تدبير ونجاح المشاريع التنموية بل أصبح لها دور كبير في تحقيق التنمية بشتى أشكالها؛ التنمية المحلية، التنمية البشرية والإنسانية ، التنمية المستدامة.

 

في المنطقة العربية ما زالت التحولات السياسية الصعبة، والتحديات الأمنية، وتدهور أسعار النفط، والصراعات الإقليمية التي طال أمدها  تؤثر بشكل كبير على المرأة، وتشير التقديرات إلى أن النمو الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد تباطأ بشكل حاد، وهناك تنوع محدود في الاقتصاديات، حيث نجد أن أقل من 3% من السكان يعيشون في فقر مدقع، إذ لا زال الضعف شديدًا نظرًا لكون 53% من السكان يعيشون على 4 دولارات في اليوم أو أقل.

 

واحتلت المنطقة المرتبة الأخيرة في المؤشر العالمي للفجوة بين الجنسين  لعــــــــام 2017 مقارنة بعام 2006، وقد لوحظت أعلـى التحسّنات في المؤشر الفـرعي للتحصيل التعليمي، بينما حظت المؤشرات الفرعية للمشاركة والفرص الاقتصـــادية والتمكين السياسي بأدنى التحسّنات.

 

ويعد التمكين الاقتصادي في المغرب من المداخل الأساسية لإرساء المساواة بين النساء والرجال، ويستمد هذا المجال أهميته من المقتضيات الدستورية التي أولت أهمية بالغة لتمكين النساء اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا كمحدد أساسي لتدعيم دولة القانون، حيث أعطت الخطة الحكومية للمساواة “إكرام” بنســـختيها الأولى والثانية، من خلال مـــحاورها، أبعادا استراتيجية وحقوقية واستشرافية للنهوض بوضعية المرأة وإدماجها اقتصاديا، وذلك سعيا إلى رفع التحديات التي تطـــــــــــرحها مــؤشرات الوضعية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المتعلقة بالنساء، ومن خلال تفعــــــيل مضامين البـــــــــرنامج الحكومي 2017 -2021 الذي دعا إلى تقـــــــوية الإدماج الاقتصادي للمرأة والتمكين لها في الحقل التنموي؛ وتنزيل المحور الأول من الخطة “إكرام 2” الذي أكد على أهمية تقوية فرص عمل النساء وتمكينهن اقتصاديا، عبر وضع إطار للتمــــكين الاقتصادي للنساء ذي أبعاد متعددة.

وتولي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية اهتماما خاصا للتأهيل والتكوين المهني لفائدة النساء، بــــاعتبارهما عاملا مساهما في توفير فرص العـــــــمل والتشغيل الذاتي.كما ساهمــــت برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في إدماج المرأة القروية في التنمية، دون أن ننسى بعض البرامج التي تعني بتقوية قــــــدرات النساء كصندوق تشجيع دعـــــم تمثيلية النساء الذي تعنى بتنفيده وزارة الداخلية بشـــــراكة مع الأحزاب السياسية والجمعيات الوطنية والإقليمية والمـــحلية التي تعنى بتقوية قدرات النساء.

 

إن العالم في حاجة إلى تحقيق تضمينية ومساواة حقيقية، لأن زمن “الكوطا” ولى، ولأن تحقيق التقدم والرفاه الإنساني للجميع لا يمكن أن يتم دون مساواة ومناصفة حقيقية بين المرأة والرجل  للجميع كما أكد برنامج الأمم المتحدة للإنماء الاقتصادي والاجتماعي في تقريره حول تمكين النوع لسنة 2003 حول التنمية الانسانية في العالم العربي.

التعليقات مغلقة.