مراكش: مدير ثانوية “الكتبية” يطلق كلابا شرسة على التلاميذ التي كادت أن تؤدي بحياة طفل

عبد الرزاق بوزمان

واقعة خطيرة هزت الرأي العام المراكشي، يوم الخميس الفارط، وأثارت حنق الآباء والأولياء نتيجة ممارسة مدير ثانوية إعدادية الوحشية، التي لطخت الطفولة في بحر من الدماء بعد أن عرض تلاميذ يمارسون اللعب بملعب كرة القدم بالثانوية إلى خطر حقيقي من خلال الكلاب التي أطلقها هذا الوحش الآدمي عليهم، والبعيد كل البعد عن القيم التربوية والإنسانية، في اغتصاب لحق الطفولة في اللعب، بل واغتصاب لحياتها، من خلال تعريضها للموت، وفي أحسن الحالات إن نجت لآثار سيكولوجية مدمرة وعاهات تشوهية خطيرة.

 

إن التربية سمو ورفعة وتهديب وتفجير للطاقات الكامنة في الطفولة وتفجيرها لتصبح منتجة إيجابا داخل المجتمع، ولعل ما حققه أسود الأطلس يعكس أن الكرة تلعب دورا هاما سياسيا واقتصاديا، فضلا عن جانبها الرياضي، أي أنها تسوق لأمة ولمستقبلها، ومن هنا المواقف الملكية السامية التي تشجع على ممارستها، والاستقبال الحافل الذي خصصه لأفراد النخبة وعائلاتهم، اعترافا بتربية أبنائها على ممارسة الرياضة والتألق.

 

سلوك مولوي سام يواجه في سوق الثانوية الإعدادية “الكتبية”، بمراكش، بسلوك وحشي أطلق الكلاب الشرسة، في مشهد تتقزز من فعلته الأجساد، وتضعه في خانة البهيمية في التصرف وإدارة الشأن التربوي.

فكيف لصاحب هذا السلوك الوحشي أن يربي أجيالا على قيم المحبة والإخاء والتعاون، والتسامح…، وهو جزء من تركيبة ملوثة بكل القادورات الوحشية التي تنتسب لقانون الغاب، وليس لقيم الديمقراطية والحداثة والتنشئة الصالحة النافعة للأفراد والجماعات ومحبة الوطن كما ارتآها عاهل البلاد المفدى.

إن التربية ليست انحطاطا أو صورة من صور العقاب، بل هي متعة إذا مارستها بحب وحكمة، لكن الوقائع التي هزت مراكش حملت شكلا تدبيريا قروسطويا، لا يعكس المخططات التوجيهية السامية، ولا التوجيهات عبر المذكرات الوزارية التي تحت على الإبداع والاجتهاد واحتضان المواهب، ولا في الشق الإنساني الذي يحمي الطفولة، وطنيا ودوليا.

 

فالمادة 10 من الإعلان العالمي لحقوق الطفل، تنص في النظم الأساسية والصكوك ذات الصلة للوكالات المتخصصة والمنظمات الدولية المعنية بالطفل، تضع في اعتبارها “أن الطفل، بسبب عدم نضجه البدني والعقلي، يحتاج إلى إجراءات وقاية ورعاية خاصة، بما في ذلك حماية قانونية مناسبة، قبل الولادة وبعدها”.

 

إن ما عاشه التلميذ الطفل “زكرياء”، ذا 14 ربيعا، من رعب، من طرف مدير الثانوية التأهيلية “الكتبية”، وما شاهده من وحشية، كيف يمكن أن تخلق إنسانا سويا في المستقبل، والحالة هاته، أمام قنبلة عاشها طفل صغير، في ريعان شبابه، اغتصبت طفولته، وقتل حقه في اللعب من قبل وحش يلبس جلباب مدير تربوي.  

مشاهد الوحشية مرشومة على جسد الطفل الصغير، الذي تعرض لرثق، وجراح غائرة، كادت أن تودي بحياته لولا الألطاف الإلهية، والتدخل الطبي الذي أنقذ الطفولة من موت محقق نتيجة هجوم كلبين شرسين من فصيلة الكلاب المحظورة، أطلقها وحش “الكتبية” على تلاميذ مارسوا حقا طبيعيا في لعب كرة القدم، فجوبهوا بغول أزال جلباب الأبوة التربوية، وكشر عن أنيابه الساقطة، فيصبح بالتالي مصاص دم “زكرياء” والطفولة التي أرعبها وكاد أن يودي بحياتها، بل أنه تجاهل حتى تقديم المدد لها، ليصبح مجرما بهذا الفعل مع سبق الإصرار والترصد.

 

الأكيد أن والد الطفل “عبد العزيز الجودي”، قد تقدم بشكاية في الموضوع إلى وكيل جلالة الملك بالمحكمة الابتدائية بمراكش، يتهم من خلالها المدير الوحش بتعريض قاصر لأضرار جسمانية بواسطة كلاب شرسة وعدم تقديم مساعدة لشخص في حالة خطر، وما نتج عنها من رثق وجروح غائرة، معززا الشكاية بشهادة الشهود وملف طبي متكامل في الموضوع وشهادة تثبت عجزا لمدة 23 يوما، المضمنة في الشكاية عدد 23/3101/3126 المؤرخة بتاريخ 23 مارس الحالي.

 

وفي انتظار أن تقول العدالة كلمتها في حق هذا الجرم القاتل للطفولة والحياة، تبقى هاته المشاهد التي تعكسها الصور شهادة إدانة لهذا الجرم الشنيع.

التعليقات مغلقة.