مسابقة القارئ النهم: الطفل أولا.. القراءة دائما!

تطوان: أجدور عبد اللطيف

احتضن المركز الثقافي “إكليل” بتطوان فعاليات الحفل الختامي لمسابقة القارئ النهم التي أطرها نخبة من الشباب المبدع المتشبع بإرادة التغيير وبنوازع إعادة الرص والتدبير، بشراكة مع السلطات الثقافية بالمدينة.

 

 وتعتبر المسابقة مبادرة رائدة أطلقت لحفز الصغار على فعل القراءة، حيث يطلب منهم قراءة عشرين قصة كحد أدنى للترشح للإقصائيات النهائية، والتباري على مجموعة من الجوائز القيمة.

 

وتهدف هاته الجائزة الكبرى في أبعادها السامية إلى إعادة عقد الصلح بين الطفل والكتاب، ونبذ المساءة بينهما التي قربها الهاتف والحاسوب بشكل أو بآخر، وشيوع العوالم الرقمية التي لا تصمد أمامها متعة الكتاب المتوارية التي لا يستشفها الطفل العجل.

 

كما أن الإبحار في الكتاب هو غوص في عوالم الخيال والتاريخ، وحشر له في زوايا الوقائع والبدائع، ومن تم تمرير كل ما نحتاج لتمريره من خصال حميدة وفعال مجيدة وقيم كونية سديدة، نعجز كل حين في تمريرها مجردة في خضم الزحف الكاسح لقيم العولمة وتسليع القيم والأخلاق، واستهلاك المعاني السامية وتقويضها، مقابل إفساح الحيز  للنوازع الدنيئة وتكريس الانحلال والميوعة بكل تجلياتهما، وإشاعة والغوغائية والسطحية والعنف والتطرف، وتسليط الأضواء على المتمسحين والمتسلقين والخوائيين وبرامجهم ومسابقاتهم التافهة التي تنسب  ظلما للفن والإبداع.

 

شارك في مسابقة هذه السنة ما يفوق عن ثمانين متعلما من المترددين على المركز، وتم استثمار مكتبة المركز التي تحتوي على عدد كبير من الكتب المتنوعة والغنية، التي تمس الجوانب العلمية واللغوية والإدراكية والفنية والإقليمية لدى الصغار.

 

وتشحذ هاته الفسيفساء الثقافية همم الطفولة والناشئة من أجل التسابق، واستفراغ الوسع في هدف نبيل كالقراءة، وتتم الإقصائيات التمهيدية، بعد استكمال كل طفل لقراءة عشرين كتابا يناسب الفئة العمرية التي ينتمي إليها، ثم يتقدم بها أمام اللجنة بعد تنقيح ملخصاته بمعية أطر المركز، ليتم اختيار اللائحة النهائية المتنافسة على لقب القارئ النهم للسنة الجارية.

 

وللإشارة فقد تمت برمجة الحفل النهائي لهذه السنة يوم 12 مارس 2023 بالمركز الثقافي “إكليل”، بداية من الثالثة والنصف بعد الزوال، لتتويج المجهودات، حيث فازت الطفلة “جنان بن يشرق” بلقب هذه السنة عن فئة الصغار، و”منى بوعزة” عن فئة اليافعين.

 

كما شهد الحفل تقدير جهود كل المتدخلين الذين يبذلون الوافر والنادر في سبيل تأسيس جيل قارئ، مبدع وخلاق، ذو قريحة متوقدة ونفس منفتح على الإنسانية وعلى الآداب والحضارات، وذا تطلع لبناء لمستقبل ينعم فيه بنو الإنسان بالرخاء والسلم.

 

 يتوجب الاستثمار بالمزيد من الموارد المالية والبشرية، بالوقت والجهد، وإطلاق المزيد من المسابقات والفعاليات التي من شأنها الاستئثار باهتمام الناشئة ودفعهم لسلوك هذا الطريق المفعم بالفوائد والعوائد، عليهم وعلى مجتمعاتنا المتطلعة إليهم في ترقب بالغ.

التعليقات مغلقة.