أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

أول ثلاثي تحكيم نسوي رئيسي لإدارة مباراة كرة القدم بين الرجال بأكاديمة مينو الدولية بستراسبورغ فرنسا

الأستاذ الحاج نور الدين أحمد بامون — ستراسبورغ فرنسا

 

آسيا بلحاج، جوليانا بوزارو، وصورية جبيل، ثلاثي نسوي طاقم في عمر الزهور. يسجلن أسماؤهن بأحرف من ذهب في سجلاتهن الرياضية.  

 

تقديم : 

تعتبر كرة القدم من أبرز الألعاب الرياضية في العالم، وأكثرهم شعبية، حيث تستقطب الكثير من الجماهير ويجتمع حولها المشجعين من كل مكان في العالم بإختلاف المستويات والفوارق الإجتماعية والإقتصادية والفئات العمرية. 

لقد بدأ التحكيم النسوي لإدارة مباريات كرة القدم رجالا يظهر ويبرز في البطولات الأوروبية عموما، منها بطولات إنجلترا، إسبانيا وألمانيا، إلا أن النساء لم يكن يشاركن في إدارة المباريات كحكمات رئيسيات لوسط الميدان، بساحة اللعب ولكن يقمن بدور المساعد فقط على خطي التماس. 

 

تطور التحكيم النسوي وإبرازه: 

بدأ التحكيم النسوي يفرض نفسه شيئا فشيئا، بعد أن كان في السابق حكرا على الرجال، فمع تغير الذهنيات وبعض الممارسات التي ساهمت بشكل كبير في عدم تطوره، ها هو اليوم يعود إلى الواجهة من أوسع الأبواب. بعد أن قررت أكاديمة “مينو” الدولية، برئاسة الإخوة “شايبي سيدي أحمد” المدير الفني الرياضي و”شايبي فتحي” رئيس الأكاديمة، باتخاذ قرار تعيين طاقم تحكيمي لمباراة رجالية في كرة القدم في أهم دورة تاريخية تسجل بستراسبورغ فرنسا. 

 

وإن كانت التقاليد الاجتماعية من الأسباب الرئيسية في عدم ممارسة المرأة للتحكيم سابقا فإن العنصر النسوي أصبح يشغل الكثير من المجالات سواء على صعيد اللعب، التدريب، التكوين والإدارة وأخيرا التحكيم، وعلى هذا الأساس لا بد من إيجاد الوسائل الكفيلة والفعالة التي تعمل على تغيير قيم ومواقف المرأة من الرياضة لأن ذلك لا يسهم فقط بتوجيهها إلى ممارسة النشاطات الرياضية ورفع مكانتها الاجتماعية وتطوير شخصيتها فحسب، بل أيضا يعمل على أن تكون أداة فعالة لتنشئة جيل محب للرياضة شغوف بها متشبع بقيمها وجيل قوي صحيا، تفسيا، عقليا وجسميا. 

 

فأكاديمة “مينو” الدولية تسعى من خلال سياسة برنامجها التكويني تطوير قدرات ومهارات الفتيات في مجال التحكيم. 

 

كما تسعى بشكل حثيث لتطوير قدرات ومهارات الفتيات في مجال التحكيم حتى يصبحن قادرات على تحكيم مباريات البطولة والدوري بمختلف أصنافها. واللواتي سيخضعن هؤلاء لتدريبات عملية ونظرية تساهم في فهم الأنظمة وتطبيقها على أرض الملعب وتعزيز الثقة والدعم المطلوب أثناء إدارة المباراة، كما أوضح المدير الفني للأكاديمية السيد “سيد أحمد شايبي”. 

 

في الوقت ذاته، أشار إلى أن العنصر النسوي في الرياضة بشكل عام يواجه تحديات الاستمرارية والتفرغ للنشاط الرياضي. وأن هناك رغبة في تقديم كافة الدعم لتشجيعهن وتنمية مهاراتهن. 

 

تعيين رباعي التحكيم ثلاثي الميدان ورابعة خارجه: 

فتعيين رباعي تحكيم نسوي في مباراة ودية، يعد سابقة في تاريخ كرة القدم، والتحكيم على مستوى أكاديمة مينو، حيث عينت إدارة اللجنة المشرفة على الدورة الأخوية التي جمعت حوار الديانات السماوية الثلاثة اليهودية المسيحية و الإسلامية. تعيين طاقم تحكيمي نسوي لإدارة المباراة التي جمعت بين الفرقين والتي أقيمت بملعب لامينو. 

 

شهادة إعجاب : 

وبهذه التجربة في التحكيم النسوي، أعرب المستجوبين عن ٍرأيهم في المقابلة والحكمة. فأجابوا على إعجابهم عن الأداء والمستوى اللائق الذي جرت فيه المباراة من طرف الحكمة وأكدوا على دعمهم لها مستقبلا كامرأة وأنهم يفتخرون بإدارتها، مشيدين بكونهن رفقة مساعدتيها بأنهن أفضل سفيرات التحكيم النسوي لكرة القدم للرجال.  

حاكمات يفتخر ويتشرف بهن، ويضرب بهن المثل كأنموذج يقتدى بهن. 

ميدان إدارة المباريات لا يفرق بين الرجال والنساء في التحكيم فإنهن كفاءات عالية: 

الجواب على هذه التساؤلات واضح وضوح الشمس:  

المتعارف عليه أن التحكيم في مجال كرة القدم يهيمن عليه الرجال بصفة عامة بوجه شبه مطلق في مختلف البلدان الأوروبية عموما، وأن النساء موضع تمييز، غير معترفين بدورها في التحكيم وعلى قدرتها في إدارة المباراة، بحجة أن ما يميز الرجال عن النساء في هذا المجال هو قدرتهم البدنية على تحمل العبء الجسدي الذي يتطلبه التحكيم.  

بينما القوانين واللوائح لا يفرقان بين الرجال والنساء من حيث الشروط التي يجب أن يستوفيها الحكام، أيا كان جنسهم. إلا أن النظرة الضيقة المنحازة لدى بعض الرجال، تعتبر أن الرجال يتمتعون بقدرات بدنية أقوى من النساء, بالرغم من أن التحكيم النسوي بدأ في المواسم الأخيرة يسجل حضورا قويا في بطولات العالم وأروبا وباقي الجهات والذي أنتقل للعالم العربي خصوصا, ولقي بصمة واسعة من قبل الحاكمات العربيات، سواء بالأقطار المشرقية والمغاربية برمتها. مما أصبح يثير نوعا من التنافس الشديد حول ممارسة مهنة التحكيم النسوي ببرهان على أرضية الميدان. 

 

أسيا بلحاج من ستراسبورغ أول إمرأة تتولى إدارة مباراة كرة قدم بين الرجال: 

سجل التاريخ ووقع ببصمته المنقوشة أن آسيا بلحاج أصبحت أول امرأة بستراسبورغ في تاريخ كرة القدم تتولى إدارة مباراة بين الرجال كحكم رئيسي وسط المديان رفقة مساعدتيها على خطي التماس جوليانا بوزارو و صورية جبيل, وهذا من خلال مباراة حوار الديانات بملعب لامينو, الدورة الأخوية التي نظمتها إدارة أكاديمية مينو الدولية برئاسة وإشراف الأخوة المدير الفني للأكاديمية سيد أحمد ورئيس الأكاديمية “فتحي شايبي”. 

 

بصمة نسوية منقوشة للتاريخ: 

في الدورة الأخوية كانت آسيا بلحاج، أول امرأة تقود مباراة في كرة القدم للرجال وهي بادرة نوعية فريدة، تحكيم كانت في المستوى, بمهنية وإحترافية الكبار, وذلك بشهادة الجميع, لاعبين ومحترفين ومتفرجين ومشاهدين, أين أجمع الكل على أن النساء لسن أقل كفاءة من الرجال في إدارة المقابلات الكروية. وبذلك بصمت آسيا بصمتها وتركتها منقوشة للتاريخ، بصمة تحاكيها الأجيال على مر الزمن من أوروبا إلى العالم بأسره. 

 

صدى الأراء من الدورة:  

على هامش الدورة وإنتهاء المقابلة تقربنا من الحاكمة ومساعدتيها لإبداء رأيهن عن المقابلة والتعرف عليهن وتقديمهن للقراء، أين رحبتا وصرحت لنا بما يلي: 

أجابت الحكمة الرئيسية لوسط الميدان الأنسة “آسيا بلحاج”، أصيلة وجدة وتطوان بالمغرب، المقيمة بستراسبورغ، طالبة، مولعة بكرة القدم ولاعبة بها فئة 18سنة بأكاديمية “مينو” الدولية، بأنها فرصة سعيدة بها كون أنها مناسبة ثمينة لها لإبراز قدرات المواهب وتفجير الطاقة من لاعبة بجزء من الملعب مسيرة مأمورة إلى حكمة تدير المقابلة بكاملها، جميل أن يكون لديك شخصية، إنها خبرة للإحتكاك باللاعبين، وفرصة لاكتشاف التحكيم وتقنياته، أحببت أن أدير هاته المقابلة، حظيت بوقت ممتع بإدارتها. 

 

وأجابت المساعدة الأولى “جوليانة بوزارو”، فرنسية، لاعبة كرة القدم فئة 18 سنة بالأكاديمية، بأن التحكيم جيد، وفرق كبير بينه وبين اللعب بالملعب، التحكيم كان فرصة اكتسبت فيها خبرة جديدة. تحكم هذه المباراة من خلال كونك لاعبا وحكما، إنه حقا مجال مختلف. 

 

وصرحت المساعدة الثانية “صوريا جبيل”، أصيلة الدار البيضاء (كازا) بالمغرب، لاعبة كرة القدم فئة 18 سنة بالأكاديمية هي الأخرى وحارسة مرمى، متربصة، بأنها فكرة جيدة بأن تكون امرأة حاكمة مقابلة كرة قدم للرجال كبارا وصغارا، إنها فرصة جميلة لعيش هاته اللحظات مع بعض. فكرة جيدة أن تتخذ من الفتيات حكما لأنها تؤكد على التنوع بين الجنسين، أن تكون لاعبا وحكما حقا إنهم عالمين مختلفين، اكتشاف وخبرة مكتسبة. 

 

كانت مقابلة في القمة والمستوى بشهادة الجميع، بالتوفيق لهن مستقبلا والنجاح في باقي مشوارهن الدراسي التكويني والكروي عامة والتحكيمي خصوصا. 

التعليقات مغلقة.