أزمة النقل الحضري في طنجة تثير القلق قبل الاستحقاقات الرياضية الكبرى

تستمر مدينة طنجة في معاناتها من أزمات النقل الحضري، حيث كشفت المباراة الأخيرة بين إتحاد طنجة والفتح الرباطي، التي أقيمت بملعب القرية الرياضية، عن مدى ضعف المنظومة الحالية. رغم الأعداد المحدودة للجماهير بسبب إغلاق ملعب ابن بطوطة لأعمال التطوير، إلا أن شوارع المدينة شهدت زحامًا خانقًا، خصوصًا على مستوى شارعي مولاي رشيد والطريق الوطنية المؤدية إلى الرباط.

تبرز هذه الحالة علامات

استفهام عديدة حول استعداد المدينة لاستضافة الأحداث الرياضية الكبرى، بدءًا من كأس الأمم الأفريقية المقررة بعد 11 شهرًا، ووصولاً إلى مونديال كأس العالم 2030. وقد سلط تقرير فيفا الأخير الضوء على الحاجة الماسة لتطوير مشاريع النقل الحضري، ولم يتم اتخاذ خطوات ملموسة لتحسين هذه الخدمات.

تأتي هذه الأزمات في

وقت حساس، فطنجة تتطلع إلى جذب انتباه العالم خلال المونديال. ومع ذلك، تظل الخطط غائبة، مما يثير القلق لدى المواطنين والمسؤولين على حد سواء. بينما تسابقت مدن مثل أكادير وفاس والرباط والدار البيضاء في إطلاق مشروعات هيكلية لشبكات النقل العام، تجد طنجة نفسها محاصرة في تحسين بنيتها التحتية.

إن غياب وجود دراسات أو خطط مبدئية تمثل تحديًا كبيرًا، حيث يحتاج التنقل داخل المدينة إلى إعادة تقييم شاملة واستراتيجيات فعالة. بالإضافة لذلك، فإن استغلال الموارد المتاحة بشكل أفضل وتطبيق نماذج ناجحة من مدن أخرى قد يساهم في تجاوز الأزمات القائمة.

تُعَد كرة القدم جزءًا

لا يتجزأ من الثقافة المغربية، وتحظى بشعبية كبيرة بين سكان المدينة. ومع ذلك، فإن تكرار هذه المشكلات يعكس ضعف الاستعدادات ويهدد نجاح الفعاليات المقبلة. يجدر بالسكان المحليين والمشجعين إبداء ملاحظاتهم للمسؤولين، وتحفيزهم على اتخاذ خطوات فورية لتحسين الوضع.

في ظل كل هذه التحديات

، تبقى أمال سكان طنجة معلقة على وعود المسؤولين في اتخاذ إجراءات سريعة. فالنجاح في تنظيم الفعاليات الكبرى يتطلب استعدادًا استباقيًا، يجب أن يتجاوز مجرد شعار ويترجم إلى خطط فعلية على أرض الواقع.

يجب على المؤسسات المعنية أن تدرس بعناية الاحتياجات المستقبلية للتنقل الحضري، وأن تضع حلولًا مناسبة تكفل سلامة الجماهير وراحتهم. فالمونديال يمثل فرصة تاريخية للمدينة، ويجب ألا تضيع بسبب ضعف البنية التحتية. الوقت ينفد، لذا يجب التحرك بسرعة لضمان نجاح طنجة في تعزيز مكانتها كوجهة رائدة في خارطة الرياضة العالمية