أسعار الذهب تسجل ارتفاعًا قياسيًا جديدًا وسط أزمات عالمية متزايدة

في وقت تسود الأسواق العالمية حالة من الاضطراب وعدم اليقين، سجلت العقود الآجلة للذهب ارتفاعًا غير مسبوق اليوم الجمعة، حيث بلغت مستوى تاريخيًا عند 3240.2 دولار للأونصة. واستمر سعر المعدن الأصفر في الارتفاع ليصل إلى 3232.97 دولار، بزيادة تقارب 1.75% بحلول الساعة 08:25 بتوقيت موسكو.

يأتي هذا الصعود في أسعار الذهب كاستجابة طبيعية لإقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة، خاصة في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية والاقتصادية. فمع الأزمات المتزايدة التي يشهدها العالم، يظل الذهب الخيار المفضل لدى الكثيرين للدفاع عن ثرواتهم ضد التقلبات الحالية.

تسهم عدة عوامل في تعزيز موقف الذهب كملاذ آمن. من أبرزها تراجع قيمة الدولار الأمريكي، مما يقلل من تكلفة المعدن النفيس لحائزي العملات الأخرى ويزيد من جاذبيته كاستثمار. كما أن المخاوف المتعلقة بالرسوم الجمركية المتزايدة التي قد تفرضها الصين على الولايات المتحدة، والتي قد تصل إلى أكثر من 84%، تثير قلق المستثمرين وتدفعهم نحو الذهب.

وفي سياق التعليق على الأحداث، قال كايل رودا، محلل الأسواق المالية لدى “كابيتال كوم”، إن مستوى 3500 دولار يشكل التوقعات التالية للذهب. وأشار إلى أنه رغم عدم الوصول إلى هذا المستوى بسرعة، إلا أن العقبات قد تظهر على طول الطريق.

علاوة على ذلك، تساهم الطلبات المتزايدة من البنوك المركزية وتوقعات خفض أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في دعم أسعار الذهب. مع عدم الاستقرار الجيوسياسي الذي يحيط بالشرق الأوسط وأوروبا، وزيادة التدفقات إلى صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب، يستمر المعدن الأصفر في جذب الانتباه كخيار استثماري قوي.

في الختام، ومع استمرار الضغوط السلبية على الأسواق العالمية، سيظل الذهب في دائرة الضوء كملاذ آمن، وقد نشهد المزيد من الارتفاعات في أسعاره مع استمرار تدفق الاستثمارات فيه