أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

 شجون.

    لا أعرف كيف انتهى فصل الكلام بهذا البرود..ولا كيف اختفى الحنين خلف صدى الأنين.

 و ها قد علقت أرواحنا في ذكرى ربيعها البائد..و سارت رويدا رويدا نحو خريفها الأبدي..

و ها قد تلاشت المسافة بين الوجود و العدم..بين نفس الحياة الأخير و بين لحظة الضياع الأولى..

فبقيت الساعات حائرة بين لحظتين..تصافح بدمعها النسيم..
و بقيت أرواحنا العارية على هامش الذكرى..
تناجي الليل و النجوم الساهرة..تناجي القمر و الشهب العابرة..

نستجدي ذاك الأمل القابع خلف كثبان الظلام..ذاك المكبل بسلاسل المستحيل..

و على مشارف البداية نرى هاجس الغروب يستوطن الشروق..فتكفن الشمس بحر أشعتها أحلام الزهر و الياسمين..

فثار الشفق و نثر دماءه على وجنتي النهار فابتسم الغيم و أمطر..

و أنا…أنا…لازلت أرهف السمع لصوت الغد المجهول..فينعكس في مرآتي تارة طيف دمعة..و تارة أخرى طيف ابتسامة..

و ينتشي بالدموع ليلي..
و تغوص الآهات في صخب الأيام..

شجون تكبح الإبتسامة..
تجرد العيون من بريق فرح عابر..

أبدد برد يومي بدفء الأحلام..
فما يلبث الغيم يعاود البكاء..

فتغدوا يتيمة آمالنا..
عالقة في جرف..تطل بخوف على الهاوية.

و في السماء حبات نور متناثرة تغري بالأمل..
تغري بفكرة النجاة..

فأتمسك بأهذاب الأثير..مستجدية أنفاس الغد..
فأمد يدي للفراغ..

أمدها لساعات..لأيام
علها تصادف عابرا..أو قوة وليدة العدم..
فأنجو..

و ها هو ذا الزمن يمضي..
و لا زالت في الفراغ ممدوة يدي..

التعليقات مغلقة.