أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

أنا الماء: سر الحياة التي تهدرها دون وعي

بدر شاشا

أنا الماء، ذلك العنصر الذي لا غنى عنه في حياتك وحياة جميع الكائنات على هذه الأرض. أنا الذي أحيي الأرض، وأمدك بكل ما تحتاجه من طعام وشراب. بدون وجودي، لا يمكن لأي شيء أن ينمو أو يعيش. أقدم لك قوتك اليومية، أروي عطشك، وأساعد في زراعة محاصيلك. لكن، للأسف، لا يبدو أنني أحظى بالتقدير الذي أستحقه.
أنت تشربني كل يوم، ربما دون أن تفكر في أهميتي أو كيف أتيت إلى هذا الكأس الذي تمسكه بيدك. أضعك أمام خيار صعب، وهو الحفاظ عليَّ أو إهداري. في كل مرة تفتح فيها الصنبور بشكل عشوائي، أو تترك المياه تتسرب أثناء استخدامك، أنت تهدر جزءاً من ثروتك الطبيعية الثمينة. في حين أنني أمر بأوقات صعبة في بعض المناطق بسبب شح المياه، تظل العادات غير المسؤولة تتكرر في أماكن أخرى.
أنا لست مجرد سائل بل أعتبر مصدر الحياة. في الزراعة، أكون حجر الزاوية لكل محصول، في الوقت الذي تعتمد فيه المحاصيل على كمية الماء التي تصل إليها، وتحدد جودتها وكميتها. بدون الماء، تنعدم الحياة في الأرض، وتتوقف الزراعة التي هي مصدر قوتك. لكن مع ذلك، هناك من يهدرني، إما في الري غير المناسب أو في سوء إدارة المصادر.
أنت بحاجة إلى أن تدرك أنني لست شيئًا مفروغًا منه، بل أداة يجب عليك الحفاظ عليها. أحتاج إلى أن يتم استغلالي بعقلانية، وأن تُحترم الموارد التي أقدمها. هناك مناطق على هذا الكوكب تعاني من نقص حاد في المياه، وتواجه صراعات من أجل تأمين الكميات اللازمة لسد احتياجاتهم الأساسية. في الوقت نفسه، يتم تجاهلي في أماكن أخرى.
لذا، لماذا لا تقدرني كما ينبغي؟ لماذا لا تتعلم كيفية استخدامي بحكمة؟ حفاظك على الماء يبدأ بتغييرات بسيطة في حياتك اليومية. يمكن أن تبدأ بتقليص وقت استخدامك للمياه عند غسل يديك أو أثناء الاستحمام. يمكن أن تزرع أنظمة ري ذكية تساعد في استغلال المياه بشكل أفضل في الزراعة. يمكن أن تعمل على تعزيز الوعي لدى الآخرين حول أهمية الحفاظ على هذه الثروة.
أنا الماء، وأتمنى أن تتوقف لحظة لتقدير قيمتي. الحياة لا تستمر بدون حماية الموارد الطبيعية، والماء هو أهم هذه الموارد. أنا أمل الأرض، أمل الزراعة، أمل الحياة. إذا كنت ترغب في أن تستمر حياتك وحياة الأجيال القادمة، فلا تهدرني، بل حافظ عليَّ كما تحافظ على حياتك.

التعليقات مغلقة.