إشكالية الذاكرة الوطنية: رفض تسمية شارع باسم محمد بنسعيد آيت يدر في فاس
بقلم الأستاذ محمد عيدني
في لحظة تعكس التوترات السياسية والاجتماعية التي تشهدها البلاد، قامت لطيفة خوجة، مستشارة بمقاطعة أكدال في مدينة فاس، برفض مقترح ينص على إطلاق اسم المقاوم الكبير محمد بنسعيد آيت يدر على أحد الشوارع المحلية. هذا الرفض جاء خلال الدورة العادية لشهر يناير، حيث كانت خوجة الصوت الوحيد المعارض من بين بقية المستشارين الذين أيدوا هذا المقترح.
يُعد محمد بنسعيد آيت يدر من الأسماء الوطنية البارزة في تاريخ المغرب الحديث، إذ ساهم بشكل فعّال في حركة المقاومة ضد الاستعمار. ومن ثم، فإن هذا المقترح، الذي قدمه فريق الحزب الاشتراكي الموحد، كان يُنظر إليه من قبل العديدين كمؤشر على اعتراف المجتمع بالفكر النضالي والتضحيات التي قدمها رموز الاستقلال.
وعند تعليقه على قرار خوجة، عبر عثمان زويرش، الكاتب الإقليمي للحزب الاشتراكي الموحد بفاس، عن استغرابه من هذا الموقف. وأضاف بأن القرار يمثل اعترافًا تاريخيًا بحقوق رجال ونساء كافحوا من أجل حرية الوطن، مؤكدًا أن تكريمهم يعد واجبًا يُمليه علينا ضميرنا الوطني.
في الجهة الأخرى، أصدرت الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بفاس بيانًا يعبر عن استيائها من موقف لطيفة خوجة، مشيرة إلى أن هذا القرار لم يكن مبنيًا على استشارة شاملة، بل كان وجهة نظر فردية تسلط الضوء على خلافات أكثر تعقيدًا داخل المشهد السياسي.
هذا الجدل لا يعكس فقط الاختلاف حول قضية محددة، بل يعبر أيضًا عن مخاوف أوسع بشأن كيفية تكريم الذاكرة الوطنية في مجتمع يتسم بالتنوع والتباين الفكري. إذ يبقى السؤال: كيف يمكن للمجتمع أن يوازن بين تقدير تاريخه ومراعاة التوجهات السياسية المعاصرة؟
في النهاية، يُظهر هذا الموقف أهمية الحوار والنقاش في صياغة هوية وطنية شاملة، تحترم جميع الآراء والتوجهات، وتعمل على تعزيز التفاهم بين مختلف مكونات المجتمع المغربي.
التعليقات مغلقة.