إعداد د. مبارك أجروض
تعتبر حساسية الغذاء رد فعل من جهاز المناعة يحدث مباشرة بعد تناول طعام معين. ويمكن لأي كمية، حتى وإن كانت صغيرة من الغذاء المسبب للحساسية، أن تحفز ظهور علامات وأعراض مثل المشكلات الهضمية أو الشرى أو تورم الممرات الهوائية. كذلك، يمكن أن تسبب حساسية الغذاء لدى البعض أعراضًا حادة أو تفاعلاً مهددًا للحياة يُعرف باسم فرط الحساسية.
تؤثر حساسية الغذاء على ما يُقدر بنسبة 6 إلى 8% من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات وعلى نسبة 3% من البالغين. بالرغم من عدم وجود علاج، يتخلص بعض الأطفال من الحساسية تجاه الطعام كلما تقدموا في السن. من السهل الخلط بين الحساسية تجاه الطعام والتفاعلات الأكثر انتشارًا المعروفة باسم عدم تحمل الطعام. بالرغم من أن عدم تحمل الطعام مزعج، ولكنه حالة أقل خطورة ولا يرتبط بالجهاز المناعي.
وهكذا تؤدي بعض الأطعمة إلى الإصابة بالحساسية لدى مجموعة من الأشخاص على الرغم من فوائدها، وتعد حساسية الغذاء من أكثر الأمراض المزعجة التي تصيب الكثير من الأشخاص، فبعد تناول أنواع معينة من الأطعمة بقليل تبدأ أعراض الحساسية في الظهور وتسبب حكة وتهيج الجلد وأعراض مختلفة، وفي الواقع يوجد الكثير من أنواع الأطعمة التي يمكن أن تسبب الحساسية، ولكن هناك مجموعة منها هي الأكثر شيوعًا، وهذه مجموعة من الأطعمة الشائعة التي تسبب الحساسية ضد الطعام:
* السمسم
تسبب بعض البذور مثل السمسم والخردل، المكون الرئيسي في خردل البهارات، الحساسية الغذائية الشائعة. ووجدت دراسة في 2019 أن حساسية السمسم تؤثر على مليون طفل وبالغ في الولايات المتحدة.
* البيض
يعد البيض من أكثر الأطعمة التي قد تؤدي للحساسية لدى الصغار أو الكبار. وغالبية الأشخاص يصابون بالتحسس من البروتين الموجود في بياض البيض بصورة أكبر، وفي بعض الحالات يكون التحسس أيضًا من صفار البيض. ولا يشترط تناول البيض بمفرده حتى يصاب الشخص بالحساسية، ولكن يمكن أن يحدث بتناول أي أطعمة تحتوي على البيض في مكوناتها.
* الفول السوداني
الفول السوداني هو سبب رئيسي لردود الفعل التحسسية الشديدة تجاه الطعام، ويصيب حوالي 2 من كل 100 طفل كندي، ما يجعله أحد أكثر أنواع الحساسية الغذائية شيوعاً. وأظهرت أبحاث حديثة أن ما يصل إلى 20% من المصابين بحساسية الفول السوداني، يتخلصون منها في النهاية.
* المحار
تعد حساسية المحار واحدة من أكثر أنواع الحساسية الغذائية شيوعا لدى البالغين وتظهر عادةً لأول مرة عند البلوغ. ضمن عائلة المحار، تسبب مجموعة القشريات الغمبري، والكركند، وسرطان البحر، أكبر عدد من ردود الفعل التحسسية.
* السمك
رغم أنهما من المأكولات البحرية، إلا أن الأسماك والمحار ليسا متماثلين، إذ تظهر الحساسية مع الأسماك ذات الزعانف مثل التونة، أو سمك الهلبوت، أو السلمون. ويمكن للمصابين بحساسية السمك، تناول المحار والعكس صحيح.
* المكسرات
تشمل المكسرات اللوز، والجوز البرازيلي، والكاجو، والبندق، والصنوبر، والجوز وغيرها، وحسب الإحصائيات فإن حوالي 25 إلى 40% من الذين يعانون حساسية من الفول السوداني يتفاعلون أيضاً مع نوع واحد من المكسرات على الأقل.
* الحليب والألبان
البروتينات في الحليب، مثل لاكتالبومين، والكازين، ومصل اللبن، مسببات شائعة للحساسية، التي تظهر عادة في السنة الأولى من العمر، وتؤثر على ما يصل إلى7% من الأطفال، وحسب الإحصائيات فإن حوالي 80% من الأطفال الذين يعانون من الحساسية يتخلصون منها بحلول عامهم الـ 16.
* فول الصويا
يطلق عليها حساسية الصويا لأنها تحدث بسبب كافة المنتجات التي تدخل في تركيبتها الصويا، مثل: فول الصويا، وصوص الصويا، وهي من أنواع حساسية الأطعمة الأقل شيوعًا. ويمكن اكتشاف حساسية الصويا منذ الصغر، حيث تظهر على الرضع الذين يتناولون تركيبات غذائية تعتمد على الصويا.
وتبدأ الأعراض في الظهور بعد وقت قليل من تناول منتجات الصويا، وتزداد فرص الإصابة بحساسية الصويا لمن لديهم حساسية تجاه أنواع أخرى من المواد الغذائية، مثل: حساسية الفول السوداني.
* متى تستدعي الحالة زيارة الطبيب
القيام بزيارة طبيب أو أخصائي حساسية تكون في حالة واجه الشخص أعراض حساسية الطعام بعد وقت قصير من تناوُل الطعام. القيام بزيارة الطبيب الخاص بالشخص إذا أمكن عند الإصابة بتفاعل الحساسية، وسيساعد الطبيب على الإدلاء بتشخيص من الضروري طلب رعاية طارئة إذا كانت هناك إصابة بأي من العلامات والأعراض مثل:
ـ انقباض المسالك الهوائية الذي يسبب صعوبة التنفس
ـ صدمة مع انخفاض حاد في ضغط الدم
ـ النبض السريع
ـ دوخة أو دوارًا.
التعليقات مغلقة.