الإعلام والتواصل: خطر “البروليتاريا الرثة” على الديمقراطية
جريدة أصوات
أصوات من الرباط
نُظم اجتماع موسع في باريس، يوم الإثنين 31 مارس، برعاية نقابة الصحافيين التابعة للكونفدرالية العامة للشغل (CGT)، ضمن حملة للدفاع عن الإعلام العمومي. يأتي هذا الاجتماع في وقت تسعى فيه الحكومة الفرنسية لتجميع وسائل الإعلام العمومية في هولدينغ، مما يعكس تهديدًا للتعددية والمكتسبات التي حققها اليسار والقوى المدنية.
شارك في الاجتماع مجموعة من قادة الرأي والفكر والباحثين، بالإضافة إلى نواب بالبرلمان، وقد أكد الجميع على أهمية حماية الإعلام العمومي من التدخل الحكومي وتسلط اليمين. وأشار المتحدثون إلى دور الإعلام العمومي في مقاومة التضليل الإعلامي ونشر قيم التعددية والعدالة.
وفي سياق النقاش، قدم نشطاء الحزب الشيوعي الفرنسي منشورًا يحذر من المخاطر الناجمة عن الاستخدام غير المسؤول للتكنولوجيا، خاصة فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، محذرين بأن غياب الإطار القانوني قد يؤدي إلى تعريض الديمقراطية للخطر. وجاء في المنشور أن “الدفاع عن حريات التعبير والإبداع يجب أن يترافق مع حماية القيم الديمقراطية”.
كما اتفقت جميع التنظيمات السياسية اليسارية المشاركة على ضرورة التصدي لتحديات الثورة الرقمية التي قد تهدد الديمقراطية إذا استُغلت من قبل القوى اليمينية. وقد أشار الحزب الشيوعي إلى أن التطور الرقمي قد أتاح فرصة للنشر غير المقيد، مما يسمح لبعض الأفراد بإنتاج محتوى فاسد واستخدام هذه المنصات لأغراض التشهير والابتزاز.
وفي هذا السياق، تم التطرق إلى ظاهرة “البروليتاريا الرثة” التي حذر منها كارل ماركس وفردريك إنجلز، والتي تشمل الأفراد المهمشين الذين يسعون لتحقيق مكاسب من خلال استغلال الضعف الاجتماعي. وقد لوحظ أن جزءًا من هؤلاء الأفراد في المغرب استغل الإعلام والتواصل بنشر محتويات مضللة.
تطلب هذه الظاهرة التفكير الجاد في كيفية حماية المكتسبات القانونية والحقوقية التي تحققت بفضل نضالات الأحزاب والنقابات. وقد كشفت تقارير اليونسكو أن الدول تشرع في تطبيق قوانين جنائية لمكافحة التشهير، ما يعكس اتجاهاً عالمياً لتحقيق العدالة الإعلامية.
في الختام، يتعين أن نكون واعين بأهمية حماية الإعلام من الانحراف، إذ أن بقاء القيم التي ناضلت من أجلها أجيال من الشرفاء معرضة للخطر في ظل تزايد نفوذ “البروليتاريا الرثة” في الفضاءات الإعلامية.
التعليقات مغلقة.