أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

“الاحتفال بالختان: تجسيد للتراث المغربي وولاء للملك”

بقلم الأستاذ محمد عيدني

JOURNALE ASWAT

في سياق التقاليد العريقة التي تميز المجتمع المغربي، يأتي الاحتفال بالختان ليشكل لحظة بارزة تُجسد الروابط العائلية والدينية والثقافية. 

وقد شهدت مدينة فاس، يوم الأربعاء، حدثًا مميزًا تمثل في زيارة صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد برفقة أبنائه الأميرين مولاي أحمد ومولاي عبد السلام إلى ضريح المولى إدريس الأزهر. يأتي هذا الحدث في إطار الاحتفال بختان الأمراء، مستعرضًا أسمى معاني الولاء والتقاليد المغربية الأصيلة.

 

تجسد زيارة الأمير مولاي رشيد للضريح، الذي يعد من المعالم التاريخية والدينية المهمة، الاحترام العميق للقيم الروحية التي تربط بين الملك والشعب. وقد شهدت الأجواء في فاس، المحاطة بأصوات الأناشيد والمدائح، استقبالًا حارًا للأمير من قبل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ووالي جهة فاس – مكناس، وهو ما يعكس تناغمًا بين القيم الدينية والسلطة.

 

في حفل استقباله، استقبل ممثلو الشرفاء الإدريسيين القيطونيين الأمير وعائلته، في إشارة قوية إلى الهويّة المغربية والانتماء العميق للأرض والتقاليد. وقد عبر الحضور عن مشاعر الفخر والاعتزاز برؤية الأسرة الملكية تحتفل بهذه المناسبة السعيدة، مما يعكس التوجه الوطني نحو تعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية.

 

يمثل الختان في الثقافة المغربية أكثر من مجرد طقس ديني؛ فهو رمز للانتقال إلى مرحلة جديدة في حياة الفرد، وحلقة الوصل بين الأجيال. فبينما تُعبر هذه الاحتفالات عن الفرح والسرور، فهي تأتي أيضًا لتعكس تجديد الولاء والطاعة للملك محمد السادس، الذي يسعى بدوره إلى تعزيز الروابط الوطنية وتقوية الهوية المغربية.

 

وعند نهاية هذه الزيارة المباركة، رفعت أكف الضراعة إلى الله، بالدعاء لحفظ الملك محمد السادس وولي عهده الأمير مولاي الحسن، حيث تعبر هذه اللحظات عن أسمى معاني التضرع والتمني للخير للبلاد والشعب. تؤكد هذه الأدعية على الالتفاف حول القيادة الرشيدة التي تسير بالمغرب نحو مستقبل مزدهر.

 

وفي ختام هذا المقال، يتجلى أن الاحتفال بالختان لا يقتصر فقط على كونها مناسبة عائلية، بل هي تجسيد للثقافة المغربية وتعبير صادق عن الولاء العميق للملك والوطن. وما زال الشعب المغربي يبرهن من خلال هذه المناسبات على قوته وتمسكه بالتقاليد والقيم التي تميز هذا الوطن العظيم.

 

إن الاحتفاظ بتلك التقاليد، مع إدماجها في سياق الحياة المعاصرة، هو ما يجسد حقًا غنى الثقافة المغربية وعمقها. فلتكن المناسبات مثل هذه فرصًا لمنح الأجيال القادمة فهمًا عميقًا لتاريخهم وهويتهم، ولتعزيز الانتماء والولاء للمملكة المغربية.

 

 

التعليقات مغلقة.