الانتشار المتزايد لمقاهي الشيشة في سلا: التحديات الأمنية والصحية في حي الدار الحمراء وضرورة التدخل العاجل
جريدة أصوات
أصوات من الرباط
تنتشر ظاهرة مقاهي الشيشة وأماكن إحياء الليالي الحمراء بشكل متزايد في مدينة سلا، وبالخصوص في حي الدار الحمراء، على الرغم من الحملات الإعلامية والصحفية التي تتناول مخاطرها بشكل مكثف وتسلط الضوء على خطورتها على صحة السكان، خاصة الشباب منهم. لقد أصبحت هذه الظاهرة تمثل تهديدًا حقيقيًا للأوضاع الصحية والأمنية والاجتماعية على حد سواء، خاصة مع تحذيرات وزارة الصحة من خطورة مادة المعسل، التي تصنف كسم قاتل يحتوي على مواد تؤدي إلى أمراض خطيرة، والتي لا تزال تعم الفضاءات الشعبية رغم الحملات الأمنية والقرارات الرسمية بمحاربة استخدامها.
وفي الوقت الذي حرصت فيه مدن مثل طنجة على شن حملات إغلاق ضد مقاهي الشيشة وتطبيق غرامات صارمة على أصحابها، بالإضافة إلى اعتقال مجموعة من المدخنين، تظل مدينة سلا، وبالخصوص حي الدار الحمراء، تعاني من غياب إجراءات صارمة ورقابة فعالة على هذه الظاهرة المتفشية. ويشهد هذا الحي تحديدا انتشارًا واسعًا للمقاهي غير القانونية التي تسمح باستخدام المعسل، بالإضافة إلى إحياء ليالٍ حمراء تنظم بشكل غير قانوني وتساهم في تفكيك القيم الأخلاقية والاجتماعية للمجتمع المحلي.
وتشكل ظاهرة إدمان الشيشة واتساع رقعتها تحديًا كبيرًا للسلطات المحلية، خاصة مع تزايد أعداد الشباب المقتنعين بممارستها، رغم التحذيرات الصارمة من الجهات الصحية، وتجاهل معظم هذه التحذيرات من قبل بعض الأطراف التي تستفيد من هذا النشاط غير القانوني. وفشل الإجراءات السابقة في الحد من الظاهرة يرجع إلى ضعف الرقابة، وعدم توفر إرادة حقيقية لمواجهة هذه الظاهرة بشكل فعال.
وفي ظل ذلك، تبرز الحاجة الماسة إلى تدخل عاجل من قبل السلطات المحلية في سلا، وبالخصوص في حي الدار الحمراء، من خلال تطبيق خطة أمنية محكمة تتضمن تشديد المراقبة، وتنفيذ حملات تطهير واسعة ضد المقاهي غير القانونية، وتنفيذ قوانين صارمة تردع المخالفين، مع توعية المواطنات والمواطنين بمخاطر استعمال المعسل وضرورة التراجع عن هذا السلوك المضر بالصحة. فالعمل الميداني واليقظة الأمنية هو السبيل الوحيد لوقف الانتشار الواسع لهذه الظاهرة التي تتزايد بشكل مخيف، وتؤثر على مستقبل شبابنا وأمن مجتمعنا بشكل عام.
التعليقات مغلقة.