“التغير في عادات استهلاك اللحوم الحمراء في المغرب”

في السنوات الأخيرة، شهدت أسعار اللحوم الحمراء في المغرب ارتفاعاً ملحوظاً، مما دفع العديد من الأسر إلى إعادة تقييم نظامها الغذائي والبحث عن بدائل أكثر اقتصادية.

هذا التغير المفاجئ لم يؤثر فقط على ميزانيات الأسر، بل أيضاً على الأذواق والعادات الغذائية التي تعود إليها المغاربة لعقود.

منذ عام 2021، ارتفعت أسعار اللحوم الحمراء في المغرب، حيث بلغت أسعار لحم البقر حوالي 110 دراهم للكيلوغرام، بينما ارتفعت أسعار لحم الضأن إلى 130 درهم.

وقد ساهمت عدة عوامل في هذه الارتفاعات، منها التضخم العام، الأزمات الزراعية والظروف المناخية الصعبة التي أدت إلى تقليص مواشي اللحوم الحمراء.

نتيجة لهذه الأزمة، اضطرت العديد من الأسر إلى تقليص استهلاكها للحوم الحمراء.

الدراسات تشير إلى أن ما يقارب 35% من الأسر المغربية قامت بتقليل استهلاكها، مع تفضيلها البدائل مثل الدجاج والفواكه البحرية.

أصبح العديد من المغاربة يعتمدون على أسلوب حياة أكثر تركيزًا على التغذية الصحية وبأسعار معقولة.

تاريخياً، كانت اللحوم الحمراء جزءاً أساسياً من المأكولات المغربية التقليدية، ولكن مع هذه التغييرات، يمكن رؤية تحول ملحوظ في تناول الأطباق التقليدية.

يزداد استخدام الإبداع في المطبخ المغربي من خلال إدخال مكونات جديدة وتحضير أطباق نباتية، مما يساهم في تغيير طريقة تفكير المغاربة تجاه الغذاء.

مع استمرار الأسعار في الارتفاع، يُعتقد أن هذا التوجه نحو تقليل استهلاك اللحوم الحمراء سيستمر ويتحول إلى ظاهرة طويلة الأمد.

حيث تشير البحوث إلى حاجة المغاربة إلى بدائل صحية وتكلفة في نفس الوقت، مما يفتح المجال لظهور فرص استثمارية جديدة في قطاع الأغذية العضوية والنباتية.

يُمثل التغير في عادات استهلاك اللحوم الحمراء في المغرب ظاهرة اجتماعية ثقافية تعكس التحديات التي تواجه المجتمعات في إطار تغير الظروف الاقتصادية العالمية.