يلحظ المتجول في أزقة سلا تلك العشوائية و المناظر التي أبسط ما يمكن أن نقول عنها كونها مضرة بالمنظر العام للمدينة و لساكنيها حيث عدم التناسق بين البنايات وغياب المناطق الخضراء خاصة بالضواحي التي تعرف إهمالا يسائل القائمين على مدينة سلا.
وبالمقابل لا يمكن إنكار ما لهذا التلوث من تأثير على الساكنة السلاوية حيث يتأثر المجال ويؤثر.
إذ انتشار النفايات في كل مكان والأسواق المستولية على الطرقات، وعدم استغلال الأسواق التي أوجدت للباعة المتجولين، كالسوق المتواجدة بحي الرحمة “السوبير” والتي يأكلها الإهمال هي هدر واضح للمال العام وتشويه لجمالية المدينة.
وتلك الأشغال هنا وهناك بوتيرة جد بطيئة، وغياب أماكن الترفيه حيث لا يتم إغناء المدينة بمؤسسات تسهم في الإرتقاء بالذوق العام من قبيل دور الثقافة أو المكتبات العمومية.
كل ذلك يؤكد أن سلا لا تعدو أن تكون فندقا للعاملين في مدينة الرباط ،خاصة وبعد أن أغلقت عدد من شركات النسيج أبوابها وأصبح شبابها في مواجهة البطالة ولتصبح سلا عاصمة الإجرام بدلا من عاصمة القراصنة وليستثمر لقب القراصنة في إدانة المدينة بالمعنى السلبي للقب بدلا من استثمار بعده التاريخي في مجال السياحة.
وعلى غرار مدن المغرب عرفت مدينة سلا ظاهرة التشرميل وأولئك الشباب ذوي قصات الشعر الغريبة والتي يتباهى أصحابها برفع أسلحتهم البيضاء في كل مناسبة ليعبروا على أنهم لا يخشون أحدا، وليتنامى الشعور بانعدام الأمن خاصة وأن هذه الفئة أصبح السجن بالنسبة لها شيء عادي يلجونه ويغادرونه كما لو أنهم كانو في عطلة.
ما يجعل ساكنة سلا تعبر عن سخطها رغم أنها أيضا مشاركة في تحمل جانب من المسؤولية لأنها استدمجت تلك السلوكات وأصبحت مقبولة ومبررة لذا العديد منها، في ظل صمت المسؤولين على تسيير المدينة وغياب مجتمع مدني فعال.
سلوى داوود
السابق بوست
القادم بوست
التعليقات مغلقة.