الجدل حول تعيين لطيفة أحرار: بين مؤهلات الفن وأهمية التعليم العالي في المغرب
اصوات
أحدث قرار تعيين الفنانة لطيفة أحرار في وكالة تجويد التعليم العالي والبحث العلمي في المغرب ضجة كبيرة وأثار حفيظة العديد من شرائح المجتمع. حيث خرج رواد وسائل التواصل الاجتماعي إلى مواقعهم مختارين التعبير عن استيائهم من هذا التعيين، معتبرين أنه يمثل خطوة سلبية تعكس تقلص قيم التعليم العالي في البلاد.
في خضم هذا الجدل
اعترض البعض على مؤهلات لطيفة أحرار، مشيرين إلى عدم ارتباط مسيرتها الفنية بإدارة التعليم العالي أو البحث العلمي. فقد علّق كثيرون قائلين: “كيف يمكن لشخص لم يسبق له أن خدم في هذا المجال أن يتولى مسؤولية حساسة كهذه؟”. يعتقد المنتقدون أن تعيينها يُعتبر إهانة للمنصب، ويعكس عدم المصداقية في أسس الاختيار.
تجدر الإشارة
إلى أن لطيفة أحرار تُعرف بأنها أول امرأة تعرت على خشبة المسرح المغربي وأن لديها مواقف سابقة أثارت جدلاً، ومنها تجويد كلمات عادية على أنها تعبيرات من القرآن الكريم. هذه الحادثة. التي اعتبرها البعض استهزاءً بالثقافة المغربية. جعلت النقاش حول تعيينها أكثر حدة.
ردود الفعل على منصات التواصل الاجتماعي كانت متباينة؛ فقد اعتبر بعض المغردين أن التعليم العالي بات في خطر. متسائلين عما إذا كان هناك دكاترة ذوو خبرة يتناسبون مع هذه المناصب. وعبر بعضهم عن قلقهم من أن تجعل هذه التعيينات النظام التعليمي عرضة للتلاعب أو التهريج.
ومع ذلك، فإن هناك مؤيدين لطيفة أحرار دافعوا عنها بشراسه. مشيرين إلى أنها فنانة تتمتع بمؤهلات علمية راقية وعلاقات واسعة في الأوساط الثقافية. إذ اعتبر أحد المدافعين أنها “استاذة حاصلة على أعلى الدرجات في ميدانها، وأنها مديرة معهد عالي”. كما أشار آخرون إلى ارتباطها بمعاهد دولية تحت مظلة اليونيسكو، ما يجعلها مؤهلة لأداء هذه المهمة.
كما ذهب البعض إلى اعتبار هذا التعيين خطوة نحو تحديث التعليم العالي المغربي وإدخال فكر أكثر انفتاحاً، مفترضين أن أحرار قد تسهم في كسر الحواجز التقليدية التي تسيطر على الأوساط الأكاديمية.
تدور الآن
رحى النقاش حول جودة التعليم العالي في المغرب وتوجهاته المستقبلية. حيث يعرب الكثيرون عن آمالهم بأن يتم اختيار الشخصيات القادرة على إحداث تأثير إيجابي. تساؤلات عديدة ما زالت مطروحة، والأهم من ذلك. كيف يمكن الوصول إلى نموذج يحتذي به للتعليم العالي بما يتماشى مع مقتضيات العصر ومتطلبات المجتمع.
في الختام، يبقى المجتمع المغربي يتأمل في هذه التحولات. آملاً أن تسهم في تعزيز قيم العلم والمعرفة وتفتح آفاق جديدة للطلبة. دون المساس بكرامة التعليم وروح الإبداع التي يجب أن تسود في مؤسساتنا التعليمية.
التعليقات مغلقة.