الجزائر تعجز عن إنجاز ميناء في المياه العميقة بعد إنسحاب الصين
جريدة أصوات
أعلنت الصين عن إنهاء شراكتها مع الجزائر في مشروع “ميناء الحمدانية” (ميناء شرشال)، الذي كان من المفترض أن يكون أحد أعمدة التنمية الاقتصادية في الجزائر. هذا المشروع، الذي طالما سوقته السلطات الجزائرية كأحد المشاريع الاستراتيجية، انتهى إلى الفشل بعد تعثر طويل وتوقف غامض في الأشغال.
تعددت الأسباب وراء فشل هذا المشروع، منها العراقيل التقنية والهندسية، وغياب بنية مؤسساتية صلبة قادرة على احتضان مشاريع بهذا الحجم. كما أن الإشكال لم يكن مرتبطا فقط بالتمويل، بل بعوامل أعمق تشمل غياب الرؤية الواقعية وإهدار الزمن السياسي والاقتصادي في الترويج الإعلامي بدل الفعل التنموي.
وفي هذا السياق، تبرز المفارقة بين الجزائر والمغرب، حيث استطاع المغرب، رغم محدودية موارده الطبيعية، أن ينجز ويشغل بنجاح موانئ استراتيجية كـ”ميناء طنجة المتوسط” و”ميناء الدار البيضاء”، ويقترب من إنهاء “ميناء الناظور غرب المتوسط” و”ميناء الداخلة الأطلسي”. بينما الجزائر، الدولة الغنية بالبترول والغاز والحديد، ما زالت عاجزة عن إنجاز ميناء في المياه العميقة قادر على استقبال البواخر العملاقة.
إن سقوط مشروع ميناء شرشال ليس مجرد فشل هندسي أو مالي، بل يمثل درسا استراتيجيا في غياب الرؤية الواقعية وإهدار الزمن السياسي والاقتصادي في الترويج الإعلامي بدل الفعل التنموي. وقد آن للجزائر أن تعيد تقييم أولوياتها، وتقر بأن بناء القوة الإقليمية لا يتم عبر الشعارات، بل عبر مؤسسات فاعلة، واستثمار حقيقي في الإنسان والمهارة الوطنية.
التعليقات مغلقة.