تواجه الجزائر تحت قيادة نظام “الكابرانات” معاداة متصاعدة للمغرب أصبحت واضحة في السياسة الخارجية، حيث يتجلى الإصرار على مهاجمة الجارة الغربية بشكل متكرر ومكشوف. فمنذ تحرير معبر الكركرات، انتقل الصراع من استخدام الوكلاء إلى محاولات مواجهة مباشرة، مما يزيد من حدة التوتر في المنطقة.
تشير التقارير إلى أن وزارة الدفاع الجزائرية شهدت في الفترة الأخيرة نشاطًا غير مسبوق في إصدار بيانات تتعلق بالمغرب، حيث تجاوز العدد 35 بيانًا، بينما تصاعدت التحذيرات بشأن التدريبات العسكرية المشتركة بين المغرب وفرنسا، والتي اعتبرها الجنرال شنقريحة استفزازًا واضحًا للجزائر.
وقد قاد الجنرال شنقريحة عدة مناورات عسكرية، كان آخرها تحت عناوين تحريضية تهدف إلى إرسال رسائل للمملكة المغربية. ورغم أن الجزائر قامت بمناورات عسكرية عديدة، فإن رد الفعل المغربي ظل هادئًا وعقلانيًا، ملتزمًا بفلسفة دبلوماسية قائمة على عدم التصعيد.
يبدو أن الضغط الذي يمارسه الجنيرال شنقريحة مرتبط بالتوجهات العسكرية الجزائرية وما يترتب عليها من زيادة ميزانية الدفاع، حيث يسعى إلى تعزيز قدرات قواته في مواجهة ما يعتبره تهديدًا مغربيًا. ومع ذلك، تعكس التحركات الجزائرية شعورًا بالقلق والتهميش على الصعيد الإقليمي والدولي.
في المقابل، استطاع المغرب بناء قوة عسكرية متطورة، تتضمن أسلحة حديثة مثل مروحيات “أباتشي” الأمريكية، مما يزيد من حدة الانزعاج لدى الجنيرال وإدارته. فظهور المغرب كقوة عسكرية بارزة يتزامن مع تزايد الاستفزازات الإعلامية والسياسية من جانب الجزائر، مما يعكس حالة من عدم الاستقرار.
إن التوتر المستمر بين البلدين يتطلب مزيدًا من الوساطات الإقليمية والدولية، مع ضرورة السعي نحو الحوار والتفاهم لتجنب أي تصعيد قد يضر بالأمن الإقليمي. في نهاية المطاف، يتوقف مستقبل العلاقات بين المغرب والجزائر على قدرة الطرفين على تجاوز الخلافات التاريخية وبناء أسس جديدة للتعاون
التعليقات مغلقة.