أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

الدعوة بطنجة إلى مقاربة متعددة الأبعاد للحد من ظاهرة التنمر في الوسط المدرسي

جريدة أصوات

طنجة – دعا المشاركون في ندوة دولية، اليوم الخميس بطنجة، إلى وضع مقاربة متعددة الأبعاد للحد من ظاهرة التنمر في الوسط المدرسي.

وأشار المتدخلون في الندوة، المنظمة بمبادرة من المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة حول موضوع “التنمر بين التلاميذ .. رؤى متقاطعة”، إلى أن توفير مناخ ملائم للتعلم بالوسط المدرسي يعتبر مسؤولية جماعية تقتضي مقاربة شاملة ومتعددة الابعاد لاحتواء ظاهرة التنمر والعنف المدرسيين، تجمع بين الوقاية والرصد والعلاج.

في هذا السياق، أكدت مديرة برنامج “جيني”، بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، إلهام لعزيز، أن إرساء جو آمن تسوده الثقة بالمؤسسات التعليمية يعتبر من بين التزامات خارطة الطريق 2022 – 2026 التي تعمل الوزارة على تنفيذها، مشددة على أن كافة المتدخلين في المنظومة التربوية وشركاءها “مسؤولون عن تحسين مناخ التعلم داخل المدارس”.

وتطرقت إلى برنامج تكوين المكونين في مجال تحسين البيئة المدرسية والرامي إلى حماية التلاميذ من التحرش والتنمر، لاسيما في العالم الرقمي، فضلا عن خلق فضاء آمن داخل المؤسسات التعليمية بالنسبة للتلاميذ، موضحة أن البرنامج يستهدف حوالي 2200 مؤسسة للتعليم الثانوي الإعدادي بجميع الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين إلى غاية سنة 2026، وتكوين ما يناهز 6600 مؤطرا مختصا في الدعم التربوي والتوجيه بمعدل ثلاثة أطر لكل مؤسسة تعليمية.

من جهتها، أكدت رئيس المشروع والمدربة بمركز الموارد والدراسات المنهجية لمكافحة التنمر(ReSIS) بالمغرب، أمل حسون، أن هذا المشروع يروم تكوين مدربين وأطر متخصصة في رصد والوقاية من التنمر والتحرش وتطوير المهارات النفسية والاجتماعية للتلميذات والتلاميذ، مع تكوين أساتذة وتلاميذ سفراء في هذا المجال، ولاسيما داخل الثانويات الإعدادية.

بدوره، أكد حميد العسري، منسق الندوة المنظمة بشراكة مع المعهد الفرنسي بطنجة ووكالة التنمية الرقمية ومركز ReSIS الفرنسي، أن التنمر شكل من أشكال العنف في الوسط المدرسي، وله تبعات وخيمة على التلاميذ وتعلمهم ومسارهم الدراسي، مبرزا أهمية معالجة الظاهرة وفق مقاربة علمية وتربوية واجتماعية.

وأضاف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المسح الذي قام به المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي ب 260 مؤسسة تعليمية كشف عن “أرقام مقلقة” حول “إشكالية” العنف في الوسط المدرسي، داعيا إلى استلهام التجربة الفرنسية القائمة على “منهجية الاهتمام المشترك” التي أبانت عن فعاليتها في مكافحة هذه الآفة.

من جهته، تطرق الأستاذ الباحث بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، مصطفى اللويزي، إلى الدور المهم للمعالجة الإعلامية للتنمر بالوسط المدرسي، والتي تساهم في تفاقم الوضع أو الحد منه، متوقفا عند الدور التربوي والتحسيسي للإعلام في الحد من هذه الظاهرة السلبية، التي قد تؤدي إلى زيادة الهدر المدرسي أو تؤثر نفسيا على الضحايا، عبر تسليط الضوء، من خلال الأجناس الصحفية المناسبة كالاستطلاع والتحقيق، على أسبابها الحقيقة، وتجاوز المعالجة الإعلامية المناسباتية.

وتم بالمناسبة، التوقيع على اتفاقية إطار للشراكة بين المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين والمعهد الفرنسي بطنجة من أجل تقوية التعاون بين المؤسستين في مجال البحث في مهن علوم التربية، وتنظيم تظاهرات مشتركة، وتمكين المتدربين بالمركز من الاستفادة من عروض المعهد الفرنسي.

وقال القنصل العام لفرنسا والمدير المنتدب للمعهد الفرنسي بطنجة، فيليب تروكي، في كلمة بالمناسبة، إن هذه الاتفاقية تندرج في سياق “دينامية التعاون بين المغرب وفرنسا من أجل تعليم منفتح وشامل ومتجه نحو المستقبل”، مبرزا أن الاتفاقية ستتيح لهيئة التدريس ولطلبة المركز الجهوي الولوج إلى كافة الأنشطة المنظمة من قبل المعهد الفرنسي.

التعليقات مغلقة.