أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

الزاوية البنانية ودورها الفعّال في دعم خطة “تسديد التبليغ” بالمغرب

جريدة أصوات

أصوات من الرباط

أعلنت الطريقة البنانية، بمشيختها ومريديها، التزامها بالمساهمة في خطة “تسديد التبليغ” التي يشرف عليها المجلس العلمي الأعلى تحت الرعاية السامية لأمير المؤمنين، الملك محمد السادس. ويأتي هذا الإعلان في إطار التفاعل المبني على مبدأ المواكبة والتوجيه، تعزيزاً للتوجهات الرامية إلى تحديث وتطوير الخطاب الديني، بما يتلاءم مع التحديات المعاصرة.

وفي رسالة وجهها الشيخ لطف الله البناني إلى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، نوهت الزاوية بالدور المهم الذي يلعبه الوزير من خلال محاضرته الأخيرة بمدينة مراكش، والتي أبرزت الأهمية التاريخية والتربوية للزوايا في بناء الإنسان وتوجيه المجتمع. كما أعربت الزاوية عن تقديرها لمضامين المحاضرة التي من شأنها تعزيز التكوين الروحي والأخلاقي، وهي القيم التي تشكل جوهر الرسالة الصوفية، في انسجام تام مع مقولة مؤسسها الشيخ أبي بكر البناني: “بناء الإنسان قبل بناء الحيطان”.

وفي سياق تفعيل هذه المبادرة، أعلنت الزاوية عن عزمها العمل على تنظيم برامج دينية، تشمل مجالس الذكر والتكوين والتوعية، مع استثمار خبراتها في المجال التربوي والعرفاني، بهدف تأهيل الكوادر الشابة علمياً وروحياً، داخل المغرب وخارجه، لتمكينها من التبليغ بالسلوك والتربية قبل الخطاب.

كما عبّرت الزاوية البنانية عن استعدادها للتعاون مع المؤسسات الرسمية، خاصة المجالس العلمية، بهدف تنسيق الجهود وتبادل الخبرات، مع التركيز على استثمار الرصيد الجمالي والعرفاني للزاوية في بناء خطاب ديني إيجابي يعيد الثقة في الدين ويقربه من واقع المجتمع.

وتكمن أهمية هذه المبادرة في إدراك الزوايا المغربية لدورها المتزايد في مشروع الإصلاح الديني، الذي يتطلب اليوم مشاركة فعالة وواعية، للخروج من الانغلاق الطقوسي إلى الانخراط الحقيقي في القضايا الروحية والوطنية. وفي ظل التحديات التي تواجه المجتمع، لم تعد أدوار الزوايا ترفاً رمزياً، وإنما ضرورة ملحة، تتجلى في التوجيه والتربية والتوعية.

وتجسد خطة “تسديد التبليغ” السعي إلى تجاوز الطرق التقليدية، عبر تأطير ديني متكامل يجمع بين العمق الروحي والوعي بالواقع، من أجل بناء خطاب ديني إنساني واسع الأفق، يعيد بناء الثقة، ويخلق علاقة أكثر تواصلاً مع المجتمع والمتلقي.

التعليقات مغلقة.