تزايدت المخاوف بين سكان سلا حول تأثير مقاهي الشيشة على شباب المدينة. فهذه الأماكن، التي يفترض أن تكون ملاذات للاسترخاء والتواصل الاجتماعي، بدأت تظهر وجها آخر يعكس مشكلات اجتماعية وصحية مقلقة. في حي بطانة، تتعالى الأصوات مطالبا بضرورة اتخاذ إجراءات جدية وفعالة للحد من هذه الظاهرة التي تهدد مستقبل الجيل الجديد.
تجذب مقاهي الشيشة الشباب بجاذبيتها وتصاميمها الحديثة، حيث يقصدها العديد من الفتية والفتيات للاحتفاء باللحظات السعيدة مع الأصدقاء. ولكن خلف هذه الأجواء البهيجة، تبرز حقائق صعبة تتعلق بالصحة العامة. فالإفراط في تدخين الشيشة يترتب عليه عواقب خطيرة، مثل مشاكل التنفس وزيادة معدلات الأمراض المزمنة. ورغم تلك المخاطر، لا يزال الوعي الصحي ضعيفا، مما يدعونا للتفكير في كيفية تعزيز الثقافة الصحية بين الشباب.
حيث أن تجاهل السلطات المحلية في كثير من الأحيان لاستغاثات الأهالي، يطرح تساؤلات هامة حول دورها في معالجة هذا الملف. لماذا لا تتخذ خطوة حقيقية للحد من انتشار هذه المقاهي، خاصة في الأحياء التي يشهد فيها الشباب تزايدا في استهلاك الشيشة؟ هل أصبحت الحملات المغلقة مجرد إجراء شكلي دون نتائج فعلية؟ أم هناك مصالح خفية تحمي هذه المؤسسات؟
وللأسف، تنعدم التفاعلات المطلوبة من الجهات الرسمية مع التغطيات الإعلامية والكتابات الصحفية حول هذا الموضوع القاتم. وهذا ما يجعل “السلطة الرابعة” تتبنى القضية بشكل جدي، إذ لا بد من القيام بجهود جماعية لنبذ هذه المشكلة وإيجاد الحلول المناسبة. فبتضافر الجهود بين وسائل الإعلام والمجتمع المدني، يمكن أن تتشكل ضغوطات إيجابية تدفع السلطات لاتخاذ قرارات حاسمة.
وفي ختام هذا التحليل، تبقى الآمال معقودة على التعاون بين جميع الأطراف لتعزيز الوعي والتثقيف حول مخاطر الشيشة، ولإيجاد بيئة صحية وآمنة لشباب سلا. فالتغيير يبدأ من الحوار والالتزام، ولنتذكر دائمًا أن الصحة حق للجميع ينبغي حمايته.
التعليقات مغلقة.