الطفرة الرقمية: كيف تغيّر التجارة الإلكترونية وجه التسوق في المغرب
بقلم الاستاد محمد عيدني
في خضم التحولات العالمية التي يشهدها قطاع التجارة، يُعد المغرب واحدًا من البلدان التي تشهد تحسنًا ملحوظًا في القطاع الرقمي، إذ أصبحت التجارة الإلكترونية تمثل جسرًا بين المستهلكين ومنتجاتهم المفضلة.
تسجل الأرقام نموًا ملحوظًا في حجم المبيعات عبر الإنترنت، منذ تفشي جائحة كوفيد-19، حيث ساهمت التدابير الاحترازية في دفع المزيد من الناس نحو التسوق عبر المواقع الإلكترونية والتطبيقات المحمولة. ومع تزايد عدد المستخدمين للإنترنت والهواتف الذكية، باتت منصات التجارة الإلكترونية متاحة على نحو أكبر مما كان عليه الحال في السابق.
على الرغم من هذا النمو السريع، تظل التجارة الإلكترونية في المغرب تواجه مجموعة من التحديات. من بين هذه التحديات، ضعف البنية التحتية اللوجستية وعدم توافر وسائل الدفع الإلكتروني بشكلٍ كافٍ، مما يؤدي إلى إعاقة تطور هذا القطاع. كما يُعاني البعض من انعدام الثقة في التسوق عبر الإنترنت، نتيجة لوجود حالات من الغش والخدمات غير الموثوقة.
لتجاوز هذه العقبات، تقوم العديد من الشركات المحلية بتطوير استراتيجيات مبتكرة لجذب المستهلكين، مثل تقديم خيارات دفع مرنة وتوفير خدمات توصيل فعالة. علاوة على ذلك، تسعى الحكومة المغربية إلى تعزيز القوانين والتشريعات الخاصة بحماية المستهلك وتنظيم التجارة الإلكترونية، مما يعزز الثقة في هذا المجال الناشئ.
في نهاية المطاف، يعد مستقبل التجارة الإلكترونية في المغرب واعدًا، لكن يتطلب نموه المستدام تضافر الجهود بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمستهلكين. إذ يُمكن لبناء بيئة تجارة إلكترونية آمنة وموثوقة أن يسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل جديدة، ويعكس الخطوات الجادة نحو التحول الرقمي الشامل.
التعليقات مغلقة.