ليس باليسير والهين أن تستبلد العقول وتغشى الأبصار وتحجب أشعة الشمس بغربال التهريج والغوغاء و دحض الحقائق و التغني بالوهم ومطاردة خيوط الدخان في واضحة النهار !!! فلا ميتودولوجيات الغي تجدي نفعا، ولا مساحيق العطار تخفي تجاعيد قبح الشمطاء، ولا تعاويذ فقهاء اللاهوت تغير وقائع الحال و الأحوال بعد جلاء عتمة الليل وإشراقة نور الصباح..
وإنه ليشق على المرء في زمن التيه و الألفية الثالثة أن يتوفر على مهارة الجمع بين المصداقية و محبة واحترام الناس. لا سيما وأن التغيرات الكبرى التي أصبحت تشهدها القرية الكونية غنية عن كل تعبير..حيث لا مجال ولا موطئ قدم لقليل الخبرة وعديم الكفاءة والحنكة والدربة والمراس، ولا مكان للأساليب العتيقة في تعيين الأطر وتفويت المناصب الريادية. وما عدا ذلك ضرب من ضروب السماجة والانحدار ووأد لمستقبل الأجيال القادمة…
فبلادنا بفضل الرعاية السامية لجلالة الملك ماضية في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب. وهي سياسة مثلى يراد بها إحقاق حق وإزهاق باطل. وعيا من الدولة بضرورة انتقاء الأنسب من الموارد البشرية الوطنية التي تتوفر على الكفاءة العالية وتحظى بالثقة المطلوبة.
وخير من يضرب به المثل في هذا الشأن عامل جلالة الملك على إقليم السمارة، المهندس الاستراتيجي لعجلة الإصلاح والتنمية بالحاضرة الدينية والعلمية – مدينة السمارة- وصاحب المقاربات الخلاقة في التدبير الرشيد، و الملهم في تثبيت التوازنات الكبرى على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
فمنذ تولي : حميد نعيمي؛ ممثل جلالة الملك بالإقليم، شهد المجال الجغرافي للمنطقة استقرارا غير مسبوق، وعرف نفوذها الترابي حركية نشيطة لأوراش كبرى استهلت أشغالها منذ العهد الماضي واجتهد النعيمي في إتمامها على أحسن وجه رغم التركة المهلهة والتنفيذ الفاتر الذي طال دفتر التحملات وتلكأ المقاولات، ونضوب الموارد وسوء التدبير.
فتنصيب حميد نعيمي لم يأت اعتباطا، بل كان كما هو واضح للعيان ولا يدعو إلى إعمال فكر او استقراء واستنتاج..
عامل السمارة حميد نعيمي بكاريزما مغايرة، يمكن وصفها ب “كاريزما التقنوقراط ” لا تبعية حزبية ضمنية أو علنية تسيره، ولا قبلية تمسك بخناقه، ولا منافسة وبراغماتية إثنية توجهه، نال بجدارة واستحقاق الثقة المولوية السامية بأن عينه جلالة الملك على رأس الإدارة الترابية لإقليم السمارة، من أجل تخليق الحياة العامة بهذا الربع العزيز من المملكة الذي عرف تسيبا يشار إليه بالبنان، في فترة انتقلت فيها صلاحيات مهام الأمر بالصرف من رجل السلطة إلى المنتخب.
فبوقوفه الميداني على جميع الأوراش، وتفحصه الدقيق للملفات العالقة، استطاع حميد نعيمي الذي اشتهر بين الساكنة المحلية بتواضعه ودماثة خلقه وذكائه الحاد وبحسن إنصاته لزوار مكتبه، فهذا الرجل اللبيب الذي ساهم وهو مافتئ يشغل منصب الكاتب العام لجهة مراكش أن ساهم في إنجاح مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ- كوب 22- والقمة المناخية العالمية التي انطلقت في مراكش في 17 نونبر 2016، التي كانت تهدف إلى إقناع الدول بالالتزام بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
فعلى مستوى إقليم السمارة، قام هذا المبدع بوضع خارطة طريق جديدة ومقاربة تشاركية نموذجية تؤمن بالعمل الميداني وبالمردودية الإيجابية، تمكن بواسطتها رأب الصدع وهضم مجمل الحزازات، واستعادة الثقة و إعادة تجسير قناطر التواصل البناء وترسيخ مفهوم الإيمان بالاختلاف وبالآخر، والتقاطع عند مفصل الصالح العام، والاعتماد الراسخ بمغرب يسع جميع المواطنين والمواطنات.
فإذا علمنا أن ربرطوار التدبير الترابي الذي قاده العامل عقب الآخر، ( ممن أبلى البلاء الحسن وبنى وشيد، و ممن نهب وتثعلب، وممن قضى نحبه وممن ينتظر)
وإنه بفضل الحنكة والخبرة والدربة والمراس التي يتوفر عليها رأس هرم السلطة بالإقليم، توفق حميد نعيمي إلى حد كبير في تخفيض نسبة الاحتجاجات والوقفات، والتحركات الانفصالية لبعض النشطاء المناهضين للوحدة الترابية، بعدما أذاب الجليد ، حيث فتح نعيمي أبواب إدارته على مصراعيها. وأعطى أوامره لرؤساء المصالح الخارجية بحدو نهج إدارة القرب مع عموم المواطنين.
كما انفتح الإقليم في عهده على شركاء وازنين من داخل و خارج الاقليم، فضلا عن ابرام عدة شراكات، هذا مع استكمال بناء الكلية المتعددة التخصصات، والمحكمة الابتدائية الجديدة ومقر مديرية المنطقة الإقليمية للأمن، ومؤسسات أخرى يضيق المجال لذكرها..
وبسياسته الحداثية في تدبير المرفق العمومي وحماية المال العام من التبذير والشطط، أرسى عامل الإقليم بمؤازرة من رئيس المجلس الإقليمي وبقية المنتخبين خطة جديدة لصيانة حقوق المواطن وكرامته. إذ بوضعه حدا للتجاوزات التي شملت تصاميم بناء المنازل في بعض الأحياء، قام عامل الاقليم بإيقاف عمليات البناء العشوائي إلى حين احترام التصاميم المنجزة من طرف التقني المعماري والمصادقة عليه من مكاتب الدراسات.
وبخصوص المجتمع المدني أولى رئيس اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية الأسبقية في الدعم للجمعيات النشيطة، كما خص نعيمي جمعيات المجتمع المدني المندرجة ضمن الهشاشة بالتفاتة متميزة وتبوئها المرتبة على رأس كل الأسبقيات.
كما تجدر الإشارة إلى أن الحرص الشديد من طرف العامل حميد نعيمي في تطبيق البروتوكول الصحي للحيلولة دون انتشار فيروس كورونا – كوفيد 19 – بالمدينة في صيغته العادية والمتحورة. علاوة عن إشرافه على كل العمليات تنزيلا وتحسيسا و وتتبعا ومعاينة وتفقدا منذ ظهور الوباء وصولا إلى مرحلة التطعيم ضد الجائحة.
ويبقى حميد النعيمي من ألمع و أبرز شخصيات رجال السلطة بإقليم السمارة منذ الإعلان عن إحداث عمالة الإقليم بتاريخ : 06 غشت 1976 بموجب المرسوم رقم 470-76-2
التعليقات مغلقة.