إعداد مبارك أجروض
ظهرت مؤخرا شائعات مفادها أن فيروس COVID-19، يمكن أن يبقى في جسم الشخص المصاب لسنوات عديدة، وأن علاجه ربما قد يستمر مدى الحياة، مثل التهاب الكبد B، حيث يصبح المريض “حاملا مزمنا” للفيروس. من هنا يتسابق الأطباء والعلماء لفهم طرق تأثير فيروس COVID-19 على الدماغ والجسم، لكنهم يحاولون أيضاً معرفة تأثيره على المصابين، طويل المدى، واكتشف الفيروس في أواخر دجنبر الماضي، على الأقل، ولذلك لا يزال هذا أول المصابين به في المرحلة الأولى من الشفاء.
تشير دراسة جديدة من الصين إلى لمحة أولية عما قد يعانيه الذين هزموا الفيروس في الحالات المتوسطة إلى الشديدة، من خلال اختبار مؤشراتهم البيولوجية، ووجد الباحثون أن للمتعافين من فيروس COVID-19، مشاكل في وظائف الكبد، في حين يُثير الضرر الشديد في الرئتين والقلب لدى بعضهم قلق الباحثين والخبراء. إن الأمر في الواقع سيستغرق لسنوات قبل الفهم الكامل لكيفية تأثير الفيروس على صحة المصابين، على المدى الطويل، ولكن خبراء الصحة يعتقدون أنهم سيواجهون مشاكل أهمها:
*التهابات المتلفة للأعضاء
عندما يتعرض الجسم لفيروس كورونا يرد الجسم باستجابات التهابية، ويضخ الجهاز المناعي خلايا لمحاربة الفيروس، ورداً على كورونا، تنتج أجسام البعض الكثير من الاستجابات الالتهابية التي تضر بالأعضاء الحيوية مثل الرئتين، والكليتين، والقلب، وفقاً لخليلة غيتس المتخصصة في أمراض الرئة في كلية الطب بجامعة فينبرغ. ولا يستطيع الجسم التعافي من هذا المستوى من الضرر سريعاً، وتقول غيتس: “لسوء الحظ، يمكن أن يؤدي الشفاء إلى تليف في الرئة لا رجعة فيه، ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على وظائف الرئة على المدى الطويل”.
كما يضغط فيروس كورونا أيضاً على القلب، ووصفه المتخصصون في جامعة هارفارد بـ “اختبار إجهاد كبير للقلب”، مشيرين إلى أن الالتهاب والحمى المرتفعة الناتجة عن الفيروس تضعف القلب وتزيد خطر التشوهات القلبية، وبشكل عام، يتوقع خبراء الصحة أنه كلما قلت الالتهابات قل تأثيرها على المدى الطويل.
*الندوب الرئوية
من المعروف أن التهابات الجهاز التنفسي الأخرى التي تشبه فيروس كورونا مثل سارس وميرس لها عواقب صحية دائمة، ومن مضاعفاتها متلازمة الضائقة التنفسية الحادة، والتي تتطلب وضع المرضى على جهاز التنفس الاصطناعي، ولا تنتج هذه الحالة عن فيروس كورونا فقط، بل تظهر في أشكال أخرى، مثل الإنفلونزا والالتهاب الرئوي، وتشير الدراسات السابقة إلى أنها يمكن أن تقلل من جودة الحياة، وتؤدي إلى قيود على ممارسة الرياضة والإصابة باضطرابات نفسية عصبية حتى بعد التعافي.
ولقد وجدت دراسة من بكين تبحث في صحة مرضى السارس المتعافين بعد 15 عاماً، أن حوالي ثلث المرضى يعانون من مشاكل وندوب في الرئة لسنوات بعد إصابتهم، لكن الضرر الرئوي يزول في الغالب بعد 15 عام.
*الصعوبات الحركية
تشير الدراسات إلى دخول المصابين في معركة مع الوظائف المعرفية والجسدية في الأسابيع والأشهر الأولى بعد مغادرة المستشفى. وتلاحظ هذه المشاكل عادة لدى الذين دخلوا وحدات العناية المركزة لأسباب أخرى، فالراحة الطويلة في السرير يمكن أن تؤثر سلباً على الجسم، ويمكن أن يعاني المصاب من انهيار العضلات بسرعة، ووجدت دراسة لجامعة جونز هوبكنز انخفاضاً في قوة العضلات ما بين 3 و11% مقابل كل يوم في المستشفى، في الأشهر والسنوات التي تلت التعافي.
* عواقب مزمنة
يقول الباحثون إن الأمر سيحتاج إلى أشهر أو سنوات لفهم التأثيرات طويلة المدى للفيروس، وسيحتاج الباحثون إلى متابعة المصابين بعد الشفاء، والبحث عن التغيرات في القلب، والرئتين، والكبد، والأعضاء الحيوية الأخرى، ومع ذلك، فلا يزال بإمكان كمية صغيرة من فيروس COVID-19 أن تتكاثر بعد إنتاج الجسم المضاد في جسم الشخص، مما يعني أنه لا يزال بإمكان المرضى نقل الفيروس إلى أشخاص آخرين، لذلك، لا ينبغي اعتبار إنتاج الأجسام المضادة معيارا للمريض ليخرج من المستشفى؛ ففي الصين ـ كما في المغرب ـ يمكن للمرضى الخروج من المستشفى بعد إجراء اختبارين للحمض النووي وتكون نتائجهما سلبية، يتم إجراؤهما بفارق 24 ساعة على الأقل، وعن طريق إظهار مؤشرات على التعافي السريري، بما في ذلك درجة حرارة الجسم، وأعراض الجهاز التنفسي وفحص الرئة بالأشعة.
التعليقات مغلقة.