بقلم ذ. هلال تاركو الحليمي
تكاثر ت التساؤلات و الشكوك و تكاثرت التحليلات و هبت افتراضات من هنا و هناك ومازلنا في ذلك وسنبقى.
لكن ما هو ملموس هو أن الوضع الحالي عرى المستور واطاح بالعظمة و ادل القوي . اما الضعيف فلا دنب عليه.
اليوم تستيقظ الدول من سباتها العميق وتكتشف نفسها أمام واقع لن تضع له حسابا وتجد نفسها عاجزة عن توفير و لو كمامة لحماية افراد شعبها او قنينة من الاكسيجين للمساعدة على التنفس. اليوم نكتشف أن الازدهار الاقتصادي والرفاهية الاجتماعية و الديموقراطية المشبوهة و التسابق نحو التسلح و اختراع الصواريخ واكتشاف الكواكب و تقدم كل أنواع التكنولوجيات أصبح عبثا أمام فيروس لانستطيع رؤيته لا بالعين المجردة ولو حتى بالمكبر.
كرونا الفيروس اللامرءي يزعزع العالم ويكشف عن عورته . فيروس يحصد الأرواح يوما على يوم والقوي الجبروث يختبئ وراء الزجاج معبرا عن جبنه وانهيار عظمته و أن لم يكن تعبيره جهرا.
اليوم هو اليوم الذي يجب ان يستيقظ فيه العالم من سباته العميق ليذرك عمق اخطاءه و سوء قراراته السياسية و ما الجدوى من مخططاته الاقتصادية الشرسة.
اليوم هو الحدث والحدث لا يبشر بالخير . لم نحسب حسابا ولم نتصور أبدا بأنه يوما ما العزيز على قلبنا سيموت وحيدا ولا احد يقترب منه ولا أحد يصاحبه إلى حفرة البقاء .
اليوم هو يوم الندم وخجل المسؤولين الذين باعوا ضمائرهم من أجل التباهي و الاسترزاق وضحوا بحقوق شعبهم ليرضون الجبروث.
اين هو الخطأ ادن؟
الخطأ يكمن في طغيان و شراسة المصلحة الخاصة التي تتكلم عدة لغات حتى اللامصلحة. الخطأ يكمن في طغيان الأنانية التي سيطرت على العقل و حدت من التفكير فيما ينفع الإنسان ويكون في خدمة الإنسانية. الخطأ يكمن في تفاعل الجبروث الليبرالي مع الإنسان وكأنه روبوت لفبركة الأرباح. الخطأ يكمن في غياب الضمير الحي في صنع القرار الذي يجعل الإنسان و الإنسانية محورا أساسيا لكل سياساته.
الخطأ يكمن في العقلية الليبرالية التي قامت بتخدير العقول و تحطيم مبادئ الصالح العام و روح التضامن.
الخطأ يكمن في أخطائنا التي تعاملنا معها وكأنها مسلمات.
لقد حان الوقت و ان الأوان لمراجعة الأوراق وحل اليوم الذي سوف يغير التاريخ .
فليكون الإنسان محور السياسات ولتكون الإنسانية محركها في جميع المجالات.
اللطف منك يارب
حفظنا و حفظكم و حفظ الله الإنسانية جمعاء
التعليقات مغلقة.