حالة من الجدل تشهدها الساحة إثر تصريحات الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، الذي حذر من احتمالية “انقراض البشر” في قارتي آسيا وأوروبا ومعظم أنحاء الأرض، إذا استمرت معدلات الإنجاب في الانخفاض. فما مدى دقة هذه التوقعات؟ وهل يمكن أن يتحقق هذا السيناريو قريباً؟
إيلون ماسك، أغنى شخص في العالم والرئيس التنفيذي لشركة “تسلا”، نشر تعليقاً على منصة “إكس” بشأن مقترح للصحفي السويدي بيتر إيمانويلسن، يتعلق بإدخال إعفاءات ضريبية على النساء في أوروبا بهدف تعزيز معدل الإنجاب. وأكد ماسك في منشوره: “يجب تغيير شيء ما وإلا ستختفي أوروبا وآسيا ومعظم أنحاء الأرض”.
وفي هذا السياق، يشير تقرير لوكالة “فرانس برس” إلى أن عدد سكان الصين انخفض للعام الثالث على التوالي، حيث كان عدد السكان 1.408 مليار نسمة نهاية العام الماضي، بعد أن تراجعت البلاد عن كونها أكبر دولة من حيث عدد السكان لصالح الهند.
وفي الوقت الذي تسعى فيه الحكومة الصينية لتعزيز معدلات الإنجاب عبر الإعانات والدعاية، فإن شيخوخة السكان تمثل تحدياً كبيراً، إذ من المتوقع أن يشكل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً نحو ثلث عدد سكان الصين بحلول عام 2035، وفقاً لتوقعات وحدة الاستخبارات الاقتصادية.
على الصعيد العالمي، بلغ عدد سكان العالم نحو 8.156 مليار نسمة في عام 2024، بمعدل زيادة سنوية أقل من 0.1%. ورغم هذه الزيادة، سجلت الأمم المتحدة تباطؤاً في معدل النمو الإجمالي للسكان، مع توقعات بوصول عدد السكان إلى 9.7 مليار بحلول عام 2050، ثم 10.4 مليار في عام 2100.
تنبؤات الأمم المتحدة تؤكد أن بعض الدول، مثل اليابان وإسبانيا وإيطاليا، ستواجه تقلصاً كبيراً في عدد سكانها، بينما سترتفع سكان إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بشكل كبير.
الوضع الديمغرافي المتغير ينذر بتحديات اقتصادية واجتماعية، حيث تشير تقارير إلى ضرورة استباق الحكومات هذه التغيرات من خلال تعديل البرامج العامة لدعم كبار السن وتوفير الرعاية الصحية اللازمة، لضمان استدامة الدعم الاجتماعي.
ختامًا، تبرز تحذيرات ماسك كدق ناقوس الخطر حول مستقبل البشرية، الأمر الذي يستدعي تحليلًا دقيقاً من قبل الحكومات والمجتمعات للتعامل مع هذا التحدي العالمي
التعليقات مغلقة.