بعد حرائق تيلوكيت دعوات لفتح مسالك جبلية بإقليم أزيلال
لحسن كوجلي
أصوات من الرباط
أظهر الحريق الذي اجتاح غابات تيلوكيت بإقليم أزيلال صعوبة ولوج فرق الإطفاء إلى أعماق الغابات والمجالات الجبلية الوعرة، بسبب غياب المسالك الغابوية الضرورية.
ففي الوقت الذي تجندت فيه طائرات “كنادير” والقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي، إلى جانب مصالح الوقاية المدنية والسلطات المحلية، واجهت التدخلات صعوبات ميدانية كبيرة نتيجة التضاريس القاسية وغياب ممرات مناسبة لولوج الشاحنات والآليات، ما تسبب في تأخر محاصرة ألسنة اللهب.
وأمام هذا الواقع، برزت دعوات ملحة من مختلف الفاعلين المحليين، تطالب بـوضع برنامج استعجالي لفتح المسالك الغابوية بالمناطق الجبلية ذات الأولوية، وخاصة تلك المصنفة ضمن النقاط السوداء من حيث خطر اندلاع الحرائق.
و يطالب الفاعلون أن يتم تنفيذ هذا المشروع في إطار مقاربة تشاركية تشمل كل من له علاقة بالقضية من المديرية الإقليمية للمياه والغابات، والسلطات الإقليمية والمحلية، و المنتخبين المحليين وممثلي الجماعات الترابية، بالإضافة إلى فعاليات المجتمع المدني البيئي.
و يروم هذا المطلب، تحديد النقاط الأكثر تهديدا، وتهيئة ممرات تناسب خصوصيات التضاريس، التي من شأنها تسهيل عمليات المراقبة، و تعزيز الجاهزية الاستباقية في حال نشوب أي طارئ.
و مطالب فتح المسالك الغابوية يجب أن يُنظر إليه كجزء من استراتيجية اقليمية لحماية الغابات من الحرائق، خاصة في سياق التغيرات المناخية، وارتفاع درجات الحرارة، وتراجع التساقطات المطرية، وذلك من اجل حماية ما تبق من الغطاء الغابوي.
و تحسين البنية التحتية الغابوية لا يخدم فقط أغراض الإطفاء، بل من شأنه ان يسهم أيضًا في تنشيط السياحة الجبلية، وتيسير أنشطة الحراسة البيئية، والمراقبة الميدانية، والحد من الرعي الجائر وعمليات التحطيب غير المشروع.
إن آفة حريق تيلوكيت ليست مجرد حادث عرضي، بل ناقوس خطر يكشف الحاجة إلى إعادة النظر في السياسات الغابوية بالإقليم، والتعجيل بفتح مسالك جبلية نحو عمق الغابات. فبدون ذلك، ستظل فرق الإطفاء تقاتل من خارج الميدان، فيما تلتهم النيران قلب الغابة أمام أنظار الجميع.
التعليقات مغلقة.