بيان النقابة الوطنية للصحافة المغربية بمناسبة اليوم الوطني للإعلام: تحليل نقدي

يُقدم بيان النقابة الوطنية للصحافة المغربية، الصادر بمناسبة اليوم الوطني للإعلام (15 نونبر)، تحليلاً نقدياً معمّقاً لواقع الإعلام في المغرب، مُعبراً عن مخاوف جمة وتطلعات ملحة. سنقوم بتحليل هذا البيان من خلال عدة محاور:

أولاً: السياق التاريخي والمناسبية:

يُمثّل اليوم الوطني للإعلام مناسبةً سنويةً لتسليط الضوء على دور الإعلام في المجتمع المغربي، وتقييم إنجازاته وتحدياته. يُبرز البيان أهمية هذه المناسبة كفرصةٍ لتجديد الالتزام بدعم الإعلام الوطني الحرّ، وكمنصةٍ لمناقشة القضايا المُلحة التي تواجه القطاع.

ثانياً: الاعتراف بالدور النبيل للإعلام:

يُعرب البيان عن الاعتزاز بدور الإعلام الوطني، مُشدداً على أهمية الصحافة المستقلة في توعية المواطنين بحقوقهم وواجباتهم، ودورها المحوري في تعزيز الديمقراطية والمشاركة المجتمعية. ويُشير إلى إسهام الإعلام في بناء دولة القانون والمؤسسات.

ثالثاً: الانتكاسات التي تواجه قطاع الصحافة:

يُسلّط البيان الضوء على الصعوبات الاقتصادية والهيكلية التي تعصف بالصحافة المغربية، مُشيراً إلى حالات إفلاس العديد من المؤسسات الصحفية. ويُحمّل البيان المسؤولية جزئياً للإجراءات الحكومية التي يراها غير كافية، مُطالباً بمراجعة شاملة للقوانين المنظمة للقطاع.

رابعاً: نقد القوانين الحالية:

يُوجّه البيان نقداً مباشراً لقانون الصحافة والنشر رقم 88.13، وللقانون المتعلق بالمجلس الوطني للصحافة، مُعتبرًا إياهما بحاجةٍ إلى مراجعةٍ جذريةٍ تُضمن حرية التعبير وتُعزّز الصحافة المُستقلة والمسؤولة. ويُطالب البيان بتحديث هذه القوانين بما يتناسب مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان وحرية الإعلام.

خامساً: الدعوة إلى الشراكة والمشاركة:

يُشدّد البيان على ضرورة الشراكة الفعّالة بين الدولة والقطاع الخاص لدعم المؤسسات الصحفية، وخلق بيئةٍ استثماريةٍ مُشجّعةٍ تُساهم في ضمان استدامة القطاع وتطويره.

سادساً: تحديات المستقبل:

يُشير البيان إلى التحديات المُقبلة، خاصةً مع اقتراب استضافة المغرب لأحداثٍ رياضيةٍ كبرى، ككأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030، مُؤكداً على ضرورة تعزيز قدرات الإعلام الوطني لمواكبة هذه الأحداث وتغطيتها بكفاءةٍ عالية.

سابعاً: التأكيد على الديمقراطية وحرية الصحافة:

يُعبّر البيان عن قلقٍ بالغ إزاء مستقبل حرية الصحافة في المغرب، مُؤكداً على ضرورة تعزيز الديمقراطية وحماية حرية التعبير كركائزٍ أساسيةٍ لدولة القانون.

الخاتمة:

يُجسّد بيان النقابة الوطنية للصحافة المغربية مخاوف المهنيين من الوضع الحالي لقطاع الصحافة، مُعبراً عن إحباطٍ عميقٍ، ومُطالباً بإصلاحاتٍ جذريةٍ تُعزّز حرية الصحافة واستقلاليتها، وتُضمن بيئةً عملٍ مُواتيةٍ للمهنيين. ويُؤكد البيان على أهمية الصحافة كركيزةٍ أساسيةٍ في بناء مجتمع ديمقراطيّ، ويُدعو إلى التعاون بين كافة الفاعلين لضمان مستقبلٍ أفضل للصحافة المغربية