“تحديات البوليساريو: تأثير الأمن الإقليمي على التعاون المغربي-الموريتاني”
حمد عسالي
تعيش الجزائر في أجواء من الاحتجاجات السياسية والاقتصادية، بينما تحتد العلاقات مع جبهة البوليساريو، التي تصدر تهديدات مباشرة لموريتانيا بسبب مشروع التعاون الجديد مع المغرب.
يأتي هذا في ظل الانتهاء من إنشاء معبر تجاري يربط المغرب بموريتانيا، وهو ما يعتبر خطوة استراتيجية تعزز الروابط الاقتصادية بين البلدين.
تمثل تهديدات البوليساريو محاولة لثني موريتانيا عن المضي قدما في هذا المشروع، محذرة من تداعيات تتعلق بأمنها في حال استمرت في تعميق العلاقات مع المغرب.
إلا أن حفز بناء المعبر الذي يمتد لمسافة 53 كيلومترا بين السمارة المغربية والحدود الموريتانية يسير بوتيرة متسارعة.
تجلى التوترات في سياق تاريخي، حيث سبق أن أصدرت البوليساريو تهديدات مشابهة خلال اجتماعات سابقة مع قادة موريتانيين.
في المقابل، يسعى المغرب إلى تأمين منطقة المعبر عبر مراقبة جوية، وهو ما يعكس التزامه بتعزيز أمن الحدود ومنع أي تهديدات محتملة من عناصر البوليساريو.
تُعد خطوة التعاون بين المغرب وموريتانيا استجابة لمتطلبات التكامل الاقتصادي، وتعكس رغبة قوية من الجانبين في مواجهة التحديات المشتركة رغم التهديدات الجزائرية.
لكن في الوقت نفسه، يعكس الوضع الحالي في الجزائر أزمة ثقة بين النظام والشعب، مما يزيد من تعقيد الوضع.
يظهر جيل الشباب في الجزائر رغبة قوية في التغيير والإصلاح، متجاوزا الخطابات التقليدية للنظام، ويجد ضغوطات سياسية وعسكرية تهدف إلى قمعهم.
إن الاحتجاجات الحالية تمثل أمل التغيير، وتفضح هشاشة النظام القائم الذي يعتمد على سياسة القمع بدلاً من الإصلاح.
سؤال يبقى مطروحاً:
إلى متى سيستمر النظام الجزائري في غطرسته الداخلية وخارجيًا، معتبراً التهديدات وسيلة للبقاء، بدلًا من معالجة مشاكل شعبه وتحقيق التغيير المنشود؟
التعليقات مغلقة.