تمرینات عسكرية إعلامية.. الجزائر تفتعل استعراضًا في تندوف بالتزامن مع “الأسد الإفريقي” بالمغرب
جريدة أصوات
أصوات من الرباط
في خطوة تبدو كاستعراض إعلامي غير مؤثر، نفذ الجيش الجزائري تمرينًا تكتيكيًا بالذخيرة الحية في تندوف، أطلق عليه اسم “الحصن المنيع 2025″، بالقرب من الحدود مع المغرب. الجدل ليس في التمرين نفسه، بل في توقيته الذي تزامن مع بدء تمرين “الأسد الإفريقي” الذي تنفذه قوات مغربية بمشاركة أكثر من 20 دولة وبدعم من الولايات المتحدة، في خطوة ترمي إلى تعزيز التعاون العسكري الإقليمي.
وقد ظهر الفريق أول أحمد قايد صالح خلال العرض العسكري، وألقى خطابًا حماسيًا عبر القنوات الرسمية، متحدثًا عن جاهزية قواته وتحكمها في العتاد، وكأن العدو على الأبواب أو أن الحرب وشيكة، رغم أنه من غير الواضح المستهدف الحقيقي من هذا التمويه العسكري. وانتقد كثيرون أن العرض، الذي أُعد بسرعة، لم ينجح في إقناع أحد، بل بدا وكأنه مشهد مكرر ومفتعل يناسب سيناريوهات دعائية لا تؤثر على الواقع الميداني.
وتعمدت السلطة الجزائرية خلال الخطاب التشديد على “السيادة” و”الأمن الوطني”، إلا أن المراقبين يعتقدون أن التمرين يفتقر إلى المصداقية، ويشبه مسرحية هزلية تُعيد إنتاجها أجيال من الجنرالات، الذين يُظهرون استعراضاتهم على حساب الاستثمار الحقيقي في قدرات عسكرية تؤهلهم لمواجهة أية تهديدات حقيقية.
وفي ظل التباين بين تمرين “الأسد الإفريقي” الحدث الأبرز في المنطقة، وأداء الجزائر الذي يركز على الشعارات والصور، يتضح أن هناك فارقًا جوهريًا بين جهد استراتيجي منظم يهدف لتعزيز التعاون والقدرات، وبين استعراض تلفزيوني يهدف إلى إظهار القوة أمام الكاميرات فقط. ما يحدث في تندوف لا يغير من الواقع شيئًا، فهو مجرد تمارين في الدعاية المفتقرة للمحتوى الحقيقي، في حين أن التحديات الكبرى تتطلب نتائج وفعل على أرض الواقع وليس استعراضًا إعلاميًا فارغًا.
التعليقات مغلقة.