أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

توازن الحرية والاعتماد على القيم أصالة في زمن الفضاء المفتوح

بقلم: الأستاذ محمد عيدني

JOURNALE ASWAT

أصبحنا نشهد ظواهر جديدة تعكس تغيرات عميقة في ثقافتنا وسلوكنا في عصر وسائل التواصل الاجتماعي. تتيح هذه المنصات المجال للتعبير عن الذات والتواصل مع العالم، لكنّها تكشف كذلك عن تحديات مقلقة، خاصة عندما يتعلق الأمر بأبنائنا وبناتنا وصورتهم أمام المجتمع.

 

تستفزنا الصور ومقاطع الفيديو التي تُنشر يوميًا على منصات مثل “فيس بوك”، “تيكتوك”، و”انستغرام”، حيث نرى بعض الفتيات يظهرن في أزياء غير محتشمة. يطرح البعض سؤالًا: هل هذا هو التعبير عن الحرية، أم هو انزلاق نحو تفكيك القيم والتقاليد التي اعتدنا عليها كمسلمين؟

 

يمثل ما نراه اليوم تعبيرًا عن غياب وسائل الردع الفعالة، حيث لم تُجهز الأسر والمجتمعات الشباب بالتوجيه المناسب لمواجهة هذه التحديات. حرية التعبير، رغم أهميتها، يمكن أن تتحول إلى تمييع للقيم في غياب الوعي.

 

من المهم أن نتذكر أن المحافظة على هويتنا الثقافية والدينية لا تعني إغلاق الأبواب أمام الانفتاح والتقدم. يجب أن نعمل على خلق توازن بين الحفاظ على تقاليدنا ومراعاة متطلبات العصر الحديث. وقد يتطلب ذلك برامج توعوية وتعليمية، حيث يسهم الجميع في بناء مجتمع متماسك يعكس القيم النبيلة.

 

يجب أن نكون واعين للتحديات الراهنة ونتخذ خطوات جادة نحو تعزيز القيم الأصيلة، ونجعل شبابنا يستخدمون التكنولوجيا بما يعود عليهم بالنفع، مع الحفاظ على هويتهم وقيمهم. يجعلنا المستقبل أمام مسؤولية أكبر، ويجب أن نكون قدوة لأجيالنا القادمة.

 

التعليقات مغلقة.