أكد راشد الغنوشي رئيس البرلمان التونسي الذي جمدت كافة أنشطته بقرار من الرئيس قيس سعيّد في 25 تموز/يوليو، أنه لن يتردد في الاستقالة من رئاسة البرلمان “إن كان الحل في الاستقالة”، داعيا سعيّد إلى احترام الدستور. وأثار زعيم النهضة لأول مرة جوانب حول علاقته بالرئيس قبل وبعد “القرارات الاستثنائية” وتطرق لإقالة رئيس الحكومة هشام مشيشي وتعيين نجلاء بودن كما تحدث عن الأوضاع التي يمر بها حزبه.
قال رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي ورئيس البرلمان المجمدة أعماله بقرار من الرئيس قيس سعيّد في 25 تموز/يوليو، إنه مستعد لتقديم استقالته من رئاسة البرلمان في حال كان ذلك هو “الحل للأزمة التي تتخبط فيها البلاد”. ودعا الغنوشي الرئيس سعيّد إلى احترام الدستور.
وفي السياق، صرح الغنوشي في حوار حصري لصحيفة الصباح التونسية نشر الثلاثاء على موقعها، “إن كان الحل في استقالتي فإني لن أتأخر في الإعلان عنها وسأنسحب من رئاسة المجلس”. وتساءل الغنوشي (80 عاما) في معرض حديثه “لماذا يريدون من رئيس البرلمان التراجع دون المواقع السيادية الأخرى؟” معتبرا بأن “أبسط وعي ديمقراطي يقوم على رفض هذا النموذج الإجرائي الذي ينتمي إلى عالم الاستبداد”. وأضاف بأن الوقائع “تؤكد أننا إزاء تجربة سوداء فقانون 117 لا يمكن اعتباره تعبيرا عن طموحات الديمقراطيين بل هو الحد الأقصى من الديكتاتورية “.
من جهة أخرى، دعا الغنوشي الرئيس قيس سعيّد إلى “الالتزام بالدستور وآلياته التي أقسم على المحافظة عليها.. وتأجيل برنامجه ونظرته للحكم والدولة للانتخابات القادمة.. لإعادة انتخابه على أساسها، بعد أن يوضح للمواطنين مغزى تصوره للسلطة والمواطنة ونموذج الدولة التي يرنو إليها”. وأضاف رئيس البرلمان التونسي المجمدة أعماله بأن الرئيس وإذا ما “وافقه الصندوق فله ذلك. أما أن ينقلب على المنظومة من داخلها فلا يصح وهذا تمش لا هو مشروع ولا شرعي”.
ما قال الغنوشي في حواره للصباح التونسية بأنه تعرض “للتضليل” في 25 تموز/يوليو. فبعد أن هاتفه سعيّد لإبلاغه نيته تمديد حالة الطوارئ، تفاجأ بإعلان الرئيس عن التدابير الاستثنائية وتجميد أشغال البرلمان، وهي إجراءات لم يناقشها أصلا معه. وجدد الغنوشي وصفه للوضع في البلاد بعد إجراءات سعيّد بالانقلاب، قائلا إن “25 جويلية هو تاريخ بداية الانقلاب على مشروع الثورة وميلاد مشروع الرئيس قيس سعيّد”، الذي يقوم “على الاستيلاء على السلطات و تجميعها بيد واحدة.. تاريخ 25 جويلية مثل خرقا جسيما للدستور و تفعيلا مشوها للفصل 80 الذي أقر بضرورة التشاور والتنسيق مع بقية سلطات الدولة..”. ووصف الغنوشي استشارة الرئيس له في 25 تموز/يوليو بأنها “لم تكن سوى استشارة شكلية ووهمية حيث إنه تعود مخاطبتي بشكل روتيني كلما تعلق الأمر بتجديد حالة الطوارئ. أما في ذلك اليوم فهو لم يحدثني أنه بصدد الاستعداد لتعطيل المجلس أو إنهاء مهام الحكومة أو أنه سيجعل من إرادته فوق إرادة الشعب والدستور “.
المصدر 2 فرنس 24
التعليقات مغلقة.