أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

تيزنيت تطلق شرارة التحول الإعلامي: اتحاد الناشرين الصحافيين يفتح آفاقا جديدة بقيادة عادل الزين

بقلم: حسن هرهار

في زمن تزداد فيه الحاجة إلى إعلام مسؤول يعكس نبض المواطن وهموم التنمية المحلية، خطت تيزنيت خطوة جريئة نحو مأسسة الفعل الصحافي، من خلال تأسيس اتحاد الناشرين الصحافيين بالإقليم، يوم الثلاثاء فاتح يوليوز 2025، بالمركز الثقافي والتربوي “أفراك”.
حدث لم يكن عابرا في شكله ولا في مضمونه، بل لحظة تأسيسية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أراد أصحابها أن تكون صرخة مهنية وتنظيمية تعيد الاعتبار للصحافة المحلية وتضع الناشر في قلب التحولات الديمقراطية والتنموية التي يشهدها المغرب.

من الهامش إلى التأثير: شعار يعكس التحدي

تحت شعار دالّ: “من أجل صحافة محلية قوية.. وناشرين ملتزمين بقضايا المهنة والإقليم”، التأم عدد من الصحافيين والناشرين والمهنيين، ليس فقط لوضع اللبنات الأولى لإطار تنظيمي جديد، بل أيضا من أجل فتح نقاش صريح وواقعي حول مستقبل الصحافة المحلية، وسط تحديات متزايدة من هشاشة بنيوية، وتراجع التمويل، وتقلص هامش التأثير.

الرسالة كانت واضحة: لم يعد مقبولا أن يبقى الإعلام المحلي مجرد “ملء فراغ” أو أداة موسمية، بل حان الوقت ليأخذ مكانه كمكون استراتيجي في معادلة التنمية والمواطنة.

عادل الزين على رأس المشروع.. خيار الكفاءة والثقة

ولأن كل مشروع واعد يحتاج إلى قبطان ماهر، فقد جاء انتخاب الصحفي عادل الزين بالإجماع رئيسا للاتحاد بمثابة رسالة ثقة في اسم راكم تجربة محترمة في المجال، وعُرف بقدرته على بناء الجسور بين الفاعلين، وبتواصله القوي مع محيطه المهني.

تكليف الزين بتشكيل المكتب التنفيذي ليس مجرد توزيع للمهام، بل اختبار مبكر لقيادة المرحلة، ولبناء مؤسسة قادرة على بلورة رؤى واضحة، وخطط قابلة للتنزيل، وأدوات فعالة للدفاع عن قضايا الناشرين بإقليم تيزنيت.

ليس مجرد اتحاد.. بل منصة للمرافعة والتكوين والتغيير

الاتحاد في فكر مؤسسيه ليس هيئة شكلية ولا مجرد واجهة مهنية، بل مشروع نضالي منظم يسعى إلى:

  • الدفاع عن حقوق الناشرين المحليين.
  • تعزيز أخلاقيات المهنة وتكريس الصحافة الجادة.
  • خلق فرص التكوين والرفع من الكفاءات.
  • تمتين العلاقة مع الفاعلين المحليين والوطنيين، بل وحتى الدوليين، لخدمة قضايا الإقليم.

فهذا الكيان الجديد يُؤسس لإعلام يقترح، لا يكتفي بالمتابعة، ويؤثر بدل أن ينعزل.

تيزنيت تصنع الفرق: من المبادرة إلى الريادة

ما جرى في “أفراك” ليس مجرد لقاء عادي، بل إعلان بداية جديدة للمشهد الإعلامي المحلي، تتجاوز منطق الفردية إلى العمل الجماعي المؤطر والفاعل.
إنها لحظة تَحوّل تضع الصحافي/الناشر ليس فقط كمصدر للمعلومة، بل كطرف مساهم في صياغة الحلول، وتحفيز النقاش العمومي، ودعم العدالة المجالية عبر التغطية الموضوعية والحضور المهني المسؤول.

تحديات في الأفق.. ولكن الأمل أكبر

لا شك أن الطريق أمام هذا الاتحاد لن يكون مفروشًا بالورود. فهناك عراقيل بنيوية، وواقع اقتصادي هش، وصعوبات في التمويل والتكوين. لكن ما يميز هذه المبادرة هو الإيمان بضرورة التغيير من الداخل، والعمل الجاد بدل الشكوى المستمرة.

فكل مؤسسات الإعلام القوية اليوم بدأت بخطوات شجاعة مماثلة، وراهنت على التنظيم الذاتي والمهني بدل انتظار الحلول من الخارج.

كلمة أخيرة: إعلام تيزنيت يبدأ كتابة تاريخه الجديد

تأسيس اتحاد الناشرين الصحافيين بإقليم تيزنيت ليس فقط إجراء تنظيمي، بل فعل رمزي وثقافي ومهني يُعيد للإعلام المحلي هيبته ودوره في بناء مجتمع ديمقراطي، منفتح، ومتين البنية.

المعركة المقبلة ليست فقط مع المادة، بل مع التحدي الأكبر: إعادة ثقة المواطن في الصحافة، وإعادة ثقة الصحافي في قدرته على التأثير.

وإذا كانت البداية بهذا الزخم، وبهذا الحضور والوعي، فإن المستقبل كفيل بأن يُثبت أن تيزنيت، بالفعل، لا تكتب الخبر فقط…بل تصنع الحدث.

التعليقات مغلقة.