أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

“تيك توك والبحث عن الشهرة.. بين الطموح والتمسك بالقيم والأخلاق”

بقلم عيدني محمد

أصوات من الرباط

في زمن أصبح فيه التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة الشباب، يثير الكثير من التساؤلات حول تأثيره على مستقبل المجتمع وتوجهات أفراده، خاصة في مجتمعاتنا التي تتميز بقيمها وعاداتها الأصيلة. يُعد تطبيق “تيك توك” أحد أكثر هذه المنصات تأثيرًا، حيث يوفر للشباب فرصة للظهور والتعبير، لكنه في ذات الوقت أصبح ساحة لانتشار محتوى قد يهدد القيم والأخلاق، ويؤثر على نظرة الأجيال الجديدة لمفهوم الشهرة والنجاح.

المنافسة على الشهرة… هل على حساب القيم؟

تحول الكثير من شبابنا إلى البحث عن الشهرة السريعة، بطرق قد تكون غير لائقة، من خلال استعراض الأجسام أو الابتعاد عن المبادئ الأخلاقية، بهدف جذب أكبر عدد من المتابعين والتعليقات. للأسف، بعض الفتيات والنشطاء يستغلون المنصات لعرض صفحات من اللاف وضرورة حل هذه الظاهرة، ومنع استغلال الدين والأخلاق من أجل الشهرة السريعة التي لا تعود على الفرد والمجتمع بالنفع.

الأسرة والمجتمع تحت وطأة التحديات الرقمية

تُطرح تساؤلات منطقية: كيف يمكن للشباب أن يتزوجوا ويؤسسوا أسرة عندما يُعول على الشهرة عبر وسائل التواصل بدلًا من التعلم والاخلاص للمبادئ؟ إذ أن الثابت أن القيم الأصيلة، مثل الاحترام والحشمة والاحتشام، تُعد أساس بناء أسرة قوية ومتينة، ولكن نرى أن بعض الاستخدامات غير المسؤولة لتيك توك وفيسبوك وانستغرام تخلق فجوة بين الأجيال، وتُساهم في تدهور القيم الأسرية والاجتماعية.

دور الدولة والمجتمع في التوعية والتوجيه

يُعد التدخل السريع من قبل المؤسسات الحكومية والمنظمات المدنية ضروريًا لفرض قيود وتنظيم المحتوى المنشور على هذه المنصات، لحماية القيم والأخلاق، ويجب أن تلعب الأسرة دورًا فعالًا في توعية أبنائها عن مخاطر الانجراف وراء مغريات الشهرة السريعة، مع التأكيد على أهمية التربية على المبادئ والأخلاق، خاصة تلك التي تحترم المرأة وتكرمها وتُعزز مسؤوليتها في الحفاظ على الأسرة.

مقاومة البطالة والقيم المجتمعية

يعد التوظيف والتكوين المهني من العوامل الأساسية التي تساعد على تقليل الظاهرة، إذ أن انشغال الشباب بعمل منتج يُشغل أوقاتهم ويُعزز مكانة العمل والانتاج، ويحفظ القيم الأسرية والأخلاقية، بدلًا من الانجرار وراء مظاهر الاستعراض والتباهي أمام الآخرين.

الخلاصة: نحو مستقبل أفضل للأجيال القادمة

يُفرض علينا تصحيح المسار من خلال توعية الشباب، وتشجيع المبادرات الهادفة، وتوفير بيئة محفزة للتعلم والعمل، لضمان حياة كريمة تقوم على القيم والأخلاق. إن الحفاظ على هويتنا وتقاليدنا يُعد مسؤولية مشتركة تتطلب تعاون الجميع، من الأسرة إلى المؤسسات، لبناء أجيال واعية، تفتخر بتراثها وتحافظ على مسؤوليتها الاجتماعية والأخلاقية.

التعليقات مغلقة.