تشكل فقرة “نوافذ شعرية”، ومنذ إنطلاقها سنة 2017، إطلالة على تجارب شعرية مغربية؛ فقرة ظلت تحتفي بتجارب راكمت، عبر مسارها الإبداعي، تجربة غنية في الكتابة الشعرية، وإخصابا لمنجز القصيدة المغربية الحديثة؛ رموز القصيدة المغربية، من خلال تجاربها وحساسياتها وأجيالها، كانت في ضيافة دار الشعر بمراكش وأطلت من “نوافذها” على جمهورها بقصائد تحتفي بأسئلة الكتابة والذات والحياة.
الشعراء: “ثريا إقبال” و”حسن بولهويشات” و”إدريس بلعطار”، كانوا ضيوف “نوافذ شعرية” جديدة، تنظمها دار الشعر بمراكش الجمعة 29 يوليوز 2022 على الساعة الثامنة مساء بمقر الدار (الكائن بالمركز الثقافي الداوديات)، وتحضرها الفنانة سعيدة ضياف والفنان عبدالله إمحاح، في لحظة فنية رفيعة.
“الكينونة والكتابة” سمات تستقرئ أفق قصائد الشعراء، ابتداء من الشاعرة والمترجمة “ثريا إقبال”، والتي تغوص في المنجز الصوفي، ترجمة وإبداعا بين ضفتين، وتتلمس بعضا من أضواء “الصفاء الإنساني”، مرورا بتجربة الشاعر “حسن بولهويشات” الذي أعطى ملمحا خاصا لقصيدته، ضمن الأجيال الجديدة المشكلة للتجربة الشعرية الجديدة في المغرب، في رهان على اللغة وأفق الكينونة؛ انتهاء بتجربة الشاعر “إدريس بلعطار”، الذي رسم مسارا متميزا “للقصيدة الزجلية في المغرب”، شعرا وإلقاء، وهو يمتح من مرجعيات متعددة مسكونة بتربة وجع الأرض، وأسئلة الإنسان؛ ثلاثة تجارب شعرية تشكل بعضا من خصوبة شجرة الشعر المغربي الوارفة، وهي ترسم أفقا متميزا للشعر المغربي وأراضي شعرية مجازية تنفتح على عمق أسئلة الشعر والعالم.
فقرة “نوافذ شعرية”، لحظة إبداعية وثقافية أخرى تنضاف لبرمجة الموسم الخامس لدار الشعر بمراكش، والتي أمست تؤسس أفقها الخاص ضمن استراتيجية اختارت أن ترسخ الشعر ضمن منظومة مجتمعية، في استدعاء للبعد التربوي للشعر من خلال ورشات الكتابة الشعرية (للأطفال واليافعين والشباب)، في رهان على شعراء قادمين من المستقبل يغنون أفق شجرة الشعر المغربي، وأيضا من خلال بعده الثقافي، ضمن برمجة ثقافية وشعرية متنوعة لفقرات اختارت الانفتاح على الفضاءات العمومية؛ واستدعاء لأسئلة الخطاب النقدي، من خلال ندوات وملتقيات وتظاهرات ومنتديات للنقاش العلمي الرصين، والذي تمثل أهم الأسئلة الحديثة التي تمس راهن ومستقبل النقد الشعري.
التعليقات مغلقة.