جامعة الكفاءات المغربية بالخارج تجمع مغاربة الداخل والخارج في موضوع قيم الأسرة المغربية بين بلدان الإقامة والبلد الأم + فيديو
أصوات
نظمت جامعة الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج بشراكة مع رابطة كاتبات أفريقيا والمغرب ودار الحديث الحسنية ندوة علمية دولية تحت عنوان “قيم الأسرة المغربية بين بلدان الإقامة والبلد الأم”، وذلك يومه الثلاثاء بمقر دار الحديث الحسنية بالرباط، والتي خلصت إلى مجموعة من التوصيات الهامة التي انطلقت بعد تشخيص علمي لواقع الأسرة المغربية مؤكدة على القيم الجامعة للمغاربة في الداخل والخارج، داعية إلى التلاحم والترابط بين مختلف المكونات على الرغم من التحديات الكبرى التي نواجهها اليوم نتيجة الثورة التكنولوجية والرقمية الكبرى المشتعلة بكافة التلوينات.
وتعتبر هاته الندوة فرصة للوقوف حول مفهوم الثقافة والهوية المغربية كعنصر رابط بين مختلف مكونات الأمة المغربية سواء كانت داخل الوطن أو خارجه.
كما شكلت الندوة فرصة للوقوف حول عمق الروابط الجامعة بين محتلف المكونات المجتمعية في الداخل والخارج الموحدة ضمن سلسلة الهوية والتقاليد والأعراف المغربية والقيم الوطنية الموحدة والجامعة بعيدا عن التمايزات الدينية أو العرقية أو اللغوية في اندماج تام ضمن سقف وطن واحد ومواطنة كاملة وأمة واحدة يقودها عاهل البلاد المفدى.
الندوة عرفت مشاركة مجموعة من ممثلي المصالح الوزارية وبعض الإطارات السياسية والحقوقية والمهتمين بالشأن الديني والثقافي والقانوني، كما عرفت حضور بعض الشخصيات من القارة السمراء إضافة إلى شخصيات أخرى، ضمنها مدير دار الحديث الحسنية، رئيس المجلس العلمي الجهوي، المندوب السامي لقدماء القاومين وجيش التحرير، وممثل عن وزارة العدل والمجلس الملكي للشؤون الصحراوية وعن رآسة الحكومة وعن وزير الثقافة والشباب والاتصال، وممثلون عن بعض الهيئات الدبلوماسية المعتمدة بالرباط ، إضافة إلى شخصيات أخرى.
وأكدت الندوة على ضرورة نشر قيم المواطنة والترابط مع مغاربة العالم وأهمية تقوية الأسرة المغربية في دول الإقامة في تفاعل مع التحولات الكبرى التي يشهدها العالم وخاصة في مجال الثورة الرقمية وتفعيل الاتفاقيات الدولية في مجال الأسرة، داعية إلى إنشاء مراكز ثقافية في بلاد المهجر تكون مختصة بالموضوع، بما يمكن من مواجهة التحديات المعاصرة التي أفرزتها العولمة والرقمنة……..
د: رضوان القادري: من الضروري الحفاظ على اللحمة الوطنية عبر العالم وربطها بالهوية والجذور الثقافية المغربية
في سياق مداخلته أكد الدكتور رضوان القادري، رئيس جمعية الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج، على ضرورة الحفاظ على اللحمة الوطنية عبر العالم وربطها بالهوية والجذور الثقافية المغربية الإسلامية والأرضية الوطنية، مبرزا أن المطلوب هو الإجابة عن سؤال المرحلة المتعلق بكيفية حفاظ مغاربة العالم على هويتهم في ظل التطور الرهيب الذي يعرفه العالم في بلدان الإقامة أو عبر الثورة الرقمية أو الحياة الاجتماعية لأبناء أسر الجالية المغربية في الخارج.
وأكد على أن المطلوب هو تشخيص واقع قيم الأسرة المغربية والهوية الوطنية ببلدان المهجر في علاقتها بالبلد الأم ومدى تأثر مغاربة العالم بالهوية والعادات والتقاليد الأجنبية ومدى تمسكهم بهويتهم الوطنية الأصيلة وقيم المواطنة والتمسك بالتوابث الوطنية.
كما وقف حول التنازعات القانونية التي تواجه قيمنا المجتمعية المغربية الأصيلة في ظل قوانين الأسرة لبلدان المهجر التي تعتبر مجالا خصبا للتنازع بين الأنظمة القانونية لبلدان الإقامة وقانون الأسرة المغربي، وما أفرزه التطور الذي يعرفه العالم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، من رفع سقف التحديات الموضوعة، ارباطا بما أنتجته من مفاهيم جديدة غيرت من بنية المجتمعات وطبيعة العلاقات.
بديعة الراضي: من الضروري تحقيق الأمن الفكري والثقافي
من جهتها أكدت بديعة الراضي، رئيس جمعية كاتبات إفريقيا والمغرب على أهمية المغرب الاستراتيجية، عضوة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، وأهمية الندوة من جهة الموضوع المطروح لراهنيته ولكونه يتمحور حول علاقة هامة بين مختلف مكونات الأمة المغربية، داعية لتحقيق الأمن الفكري والثقافي بما يطرح من تحديات مجابهة مفهومي الهويات والتحديات الرقمية، مبرزة أهمية العمل المؤسساتي المنتج ومؤكدة على ضرورة الافتخار بالجالية المغربية وارتباطها بالوطن والهوية لكونها سفيرة للحفاظ على هاته الهوية والدفاع عن القيم المغربية داعية إلى ترسيخ ثقافة الحوار والتسامح.
الدكتور عبد الله رشدي: من الضروري تمكين الأسرة من مفاتيح الحياة
الدكتور عبد الله رشدي، المدير المكلف بالدراسة والتكوين بدار الحديث الحسنية، أكد على أهمية التشبث بالقيم وجعل الأسرة أداة لتكريس هاته القيم والحرص على تلقينها والخوف من فقدانها، مبرزا أن هاته الندوة تأخذ أهميتها وراهنيتها من تزامنها مع النقاش المفتوح في موضوع تعديل مدونة الأسرة، داعيا إلى ضرورة تمكين الأسرة من مفاتيح الحياة، ومشددا على ضرورة غرس قيم المحبة والاعتزاز بالانتماء للوطن في ظل توابث الأمة.
مصطفى الكثيري: من الضروري مواجهة تحديات العولمة والرقمنة لما تحمله من تهديد غير مرئي يفتت كل ما هو متماسك
المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، أبرز تلازم اليوم الدراسي مع احتفال الشعب المغربي بالذكرى 80 لتقديم وثيقة الاستقلال والاحتفاء بانتفاضة فاس وسلا المؤرخة بتاريخ 30 و31 يناير، مبرزا راهنية الموضوع واستعجاليته وأهميته على اعتبار أنه يقارب علاقة مغاربة العالم بالمنظومة القيمية، مؤكدا على ضرورة مواجهة تحديات العولمة والرقمنة لما تحمله من تهديد غير مرئي يفتت كل ما هو متماسك وما هو متجذر، عبر العولمة الفكرية المتوحشة.
وأكد على ضرورة إعمال أدوات جديدة في مقاربة العلاقة ضمنها التمكن من عدة لغات إلى جانب اللغة الأم للاقتراب من أبناء الجالية، مضيفا أن هناك تحديات كبيرة تواجه تحقيق الطموحات خاصة بالنسبة للأجيال الثانية والثالثة وحتى الرابعة من أبناء المهاجرين، مبرزا اهمية العمل على ترسيخ قيم المواطنة الإيجابية لأن الوطن روح وثقافة وعلم ولغات وتاريخ وبدل وعطاء…، وتجاوز مواطنة الاستلاب والتنميط والخنوع.
وعاد الكثيري ليعقد مقارنة بين قيم جيل التحرير القائمة على التضحية بالدم والنفيس من أجل الحرية والاستقلال، وقيمة الجيل الحالي القائمة على الارتباط والبناء وتحقيق التقدم، داعيا إلى التشبت بفلسفة المواطنة الإيجابية وتجاوز منظور حصرها في بطاقة التعريف وجواز السفر، مشددا على أن الكل مسؤول سواء كان داخل الوطن أو خارجه مع تسجيل انحصار الدور التربوي وضعف التحصين.
محمد أصبان: الأسرة هي الأساس وبها يكون البنيان راسخا ومثينا
رئيس المجلس العلمي الجهوي، محمد أصبان، أكد من جهته أن الأسرة هي الأساس وبها يكون البنيان راسخا ومثينا، حيث شبه رسول الله صلى الله عليه وسلم المجتمع بالبنيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضا.
وأضاق قائلا ما أحوج الأمة إلى جميع أبنائها وبناتها وطاقاتها لتحقيق التنمية الشاملة، والمدخل هو الوعي بهاته القيمة من خلال بناء الإنسان السوي.
الدكتورة نزهة الوافي: أبهى صور التلاحم والاعتزاز بالانتماء ظهرت في مونديال قطر
الدكتورة نزهة الوافي، الوزير السابقة، من جهتها غاصت في الموضوع معرجة على بروز كفاءات مغربية بشكل مزدوج متواجدة بكافة أرجاء المعمور، أي المواطن العابر للحدود، أو المجتمع المغربي الممتد، مبرزة أن هناك ثلاث نقاط للحديث عن المواطنة الممتدة بين الداخل والخارج، مستحضرة في هذا الباب صورة كأس العالم في قطر 2023، متسائلة ما الدافع؟ فأبهى صور التلاحم والاعتزاز بالانتماء ظهرت في مونديال قطر، ما لوحظ هو قتالية في الميدان من طرف مغاربة الداخل والخارج من أجل الوطن والراية المغربية.
وأبرزت أن المطلوب هو الحفاظ على هذا الارتباط، حاصرة هاته النقاط الثلاث في الخصوصية الهوياتية والارتباط الدائم بالوطن والتوابث، وثانيا المنظومة الثقافية الممتدة من الداخل إلى الخارج، ضمن المسؤولية الجماعية للمغربي في الخارج والداخل، سواء في الشق الاستثماري أو تحويلات المهاجرين، وهو ما يحقق دينامية دائمة، وثالثا استمرار التواصل الأسري، مع امتداد المسؤولية اتجاه الوطن، متسائلة، ما الذي يجعل هذا الارتباط والاجتهاد من أجل البناء؟ مبرزة في هذا الشأن التعديلات التي تطال مدونة الأسرة المتميز بالانفتاح على مغاربة العالم.
نجاة السيمو: التطرف بدول الاستقبال يولد المعاناة ويدفع للعودة للوطن الأم
نجاة السيمو، عضوة المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أشارت إلى تنامي التطرف والعنصرية بمجتمعات الاستقبال وهو ما يولد المعاناة وبالتالي العودة إلى الوطن وحضنه على الرغم من كونهم ولدوا بدول المهجر.
حياة توقال: تطور المجتمعات أفرز نقاط عجز
حياة توقال، المحامية بهيئة الرباط، أكدت على ضرورة التحسيس والتوجيه حفاظا على الأسر، وغرس قيم التشبث والتشبع بالقيم والهوية المغربية، مبرزة أن تطور المجتمعات أفرز نقاط عجز، مضيفة أنه يجب الاعتراف بأن الأسر تعيش تأرجحا بين هاجس الحفاظ على الهوية وسياسة الإذماج، معرجة على ازدواجية النظام القانوني بين بلد الإقامة والوطن الأصلي.
منال الثقال: يجب تغيير المفاهيم المرتبطة بالهجرة
من جانبها أكدت الدكتورة منال الثقال، الإطار بوزارة التربية الوطني والفاعلة الجمعوية، على ضرورة تعليم اللغة العربية لأبناء الجالية من أجل تأسيس اللبنة الصلبة للانذماج في المجتمع المغربي في حالة رجوعهم للوطن الأم.
واعتبرت د: الثقال الهجرة مرحلة انتقالية، مضيفة على أنه يجب تغيير المفاهيم المرتبطة بالهجرة أخدا بعين الاعتبار التغيرات السوسيو ثقافية والقانونية الناشئة، مقدمة لمحة عن برنامج عمل الحكومة في باب تعليم اللغة العربية لمغاربة العالم سواء من خلال التعليم النظامي أو التكميلي أو الموازي أو التعليم غير النظامي.
وقد أدار هاته الندوة باقتدار، الصحافي والإعلامي، الأستاذ ابراهيم أوبهوش، كما تكفلت بإعداد تقرير عن الندوة وتقديم التوصيات الأولية الصادرة عنها الدكتورة سلوى القدوري، المحامية بهيئة الرباط.
التعليقات مغلقة.