ترجمة بشرى الناجي
تعتبر جهة الدار البيضاء- سطات خزان المغرب للحبوب والقطاني، لأنها تتوفر على مؤهلات كبيرة في المجال الفلاحي تساهم بشكل كبير في الدفع بعجلة الدورة الاقتصادية برمتها وبلغة الأرقام، وبالاستناد إلى واقع الحال، فإن هذه الجهة، تحتل المرتبة الأولى ب24.7 مليون قنطار من الحبوب ،كإنتاج وطني لهذه السنة .
و حسب توقعات وزارة الفلاحة، فأن جهة الدار البيضاء تمثل ربع ¼ المحصول العام للمملكة، و الذي يقدر ب98 مليون قنطار.
وهي بذلك تؤكد ريادتها في إنتاج وتحويل الحبوب والقطاني، من خلال الأراضي الفلاحية المزروعة %42 للحبوب في فصل الشتاء و التي تصل إلى 842.000 هكتار ، حيث تنقسم إلى.
من الشعير . %من القمح الصلب و 30 %من القمح الطري 28، و حسب المديرية الجهوية للفلاحة، فمتوسط منتوج الهكتار الواحد يتجاوز 29.3 مليون قنطار.
توجد من بين مجموع الأراضي الفلاحية المخصصة لإنتاج الحبوب بالجهة، 52 ألف هكتار من الأراضي المسقية، و6 آلاف هكتار تعتمد تقنية الزرع المباشر.
وتغطي سلسلة إنتاج الحبوب أساسا زراعات القمح الطري والصلب والشعير والذرة، مع الإشارة إلى أن هذه السلسة تتداخل مع سلسلة الإنتاج الحيواني لدورها في توفير الأعلاف (الشعير، الذرة، التبن). كحصة %أما بالنسبة للبقوليات فتتصدر المرتبة الثانية وطنيا من حيث مخزونها 27، من الإنتاج المتوقع لهذه السنة.
و يرجع ذلك بالأساس إلى كمية التساقطات التي عرفتها الجهة حيث تجاوزت 330 مل وهي نسبة مضاعفة عرفتها الجهة بالمقارنة مع السنة الماضية حيث اتسمت بالجفاف، كما كانت التهاطلات المطرية متسلسلة في الزمن و المكان ، مما ساعد في تحقيق مجموعة البرامج من حيث الحرث القبلي و اختيار الأسمدة التي تم توزيعها عبر 90 نقطة للبيع مقابل 60 في الموسم الفلاحي (2019-2021 ).
أما بالنسبة للقطاني فقد وصل الإنتاج بالجهة إلى 710 ألف قنطار على مساحة 64 ألف هكتار (27 بالمائة من الكمية المنتجة وطنيا). وتغطي سلسلة إنتاج القطاني مجموعة من الزراعات، منها الفول والحمص والعدس والجلبانة.
وحسب هذه المعطيات، فإن هذا الإنتاج القياسي يرجع إلى تبني وسائل إنتاج متطورة من طرف الفلاحين، والنسبة العالية لاستعمال المكننة إلى تصل 90 بالمائة، بالإضافة إلى استعمال البذور المختارة.
وما دامت الجهة تنتج الحبوب والقطاني، فإنها تتوفر على قطاع متطور ونشيط يتعلق بالمطاحن، حيث تمثل نسبة المطاحن بالجهة 38 بالمائة من العدد الإجمالي للمطاحن على المستوى الوطني.
وبخصوص عملية التحويل، فإن المطاحن تعتبر وسيلة أساسية لتثمين منتوج الحبوب والقطاني، حيث توجد 164 مطحنة على الصعيد الوطني، منها 137 خاصة بالقمح الطري، وبلغت قدرة المطاحن على المستوى الوطني 5ر10 مليون طن (87 بالمائة منها تخص القمح الطري، و10 بالمائة تخص القمح الصلب، و3 بالمائة تخص الشعير والذرة.
وتعتبر الوحدات الصناعية للأعلاف، هي الأخرى أساسية في عملية تحويل وتثمين المنتوج الفلاحي للحبوب، حيث تعرف تطورا متسرعا في بناء الوحدات وزيادة في وتيرة التثمين.
وتجدر الإشارة إلى أن سلسلة الحبوب على المستوى الوطني، التي تكتسي أهمية سوسيو اقتصادية، تساهم ب 10 إلى 20 بالمائة من الناتج الوطني الخام، وذلك حسب الظروف المناخية. كما تعد المشغل الأول لليد العاملة في المجال القروي
وتساهم زراعة الحبوب كذلك في تخفيف العبء على الميزان التجاري الوطني، لأن واردات المغرب من الحبوب تشكل 70 بالمائة من الواردات الوطنية الفلاحية (مبلغ إجمالي يناهز 10 مليار درهم.
وبخصوص عملية الاستهلاك، فإن المواطن المغربي يستهلك ما يعادل 200 كلغ من الحبوب في السنة بالنسبة للفرد الواحد، وهي نسبة مرتفعة مقارنة مع معدل الاستهلاك العالمي (152 كلغ في السنة بالنسبة للفرد الواحد.
كما يستهلك المواطن المغربي ما يعادل 5 كلغ في السنة من القطاني، وهي نسبة منخفضة مقارنة مع معدل الاستهلاك العالمي (7 كلغ في السنة بالنسبة للفرد الواحد).
تبقى الإشارة إلى أن سلسلتي الحبوب والقطاني تواجهان، مع ذلك، عدة إكراهات، منها ضعف الجانب التقني لمعظم الفلاحين، خاصة الصغار والمتوسطين، علاوة على ضعف استعمال البذور المختارة والأسمدة، والمبيدات لمحاربة الأعشاب الضارة الأمراض الطفيلية، وضعف التنظيمات المهنية والتعاونية.
التعليقات مغلقة.