أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

دول الساحل تشيد بالمغرب ودبلوماسية محمد السادس تبني إفريقيا جديدة

بقلم: حسن هرهار

في مشهد دبلوماسي جديد يعكس عمق الاحترام والتقدير الذي تحظى به المملكة المغربية داخل القارة الإفريقية، أشاد وزراء الشؤون الخارجية لتحالف دول الساحل (مالي، بوركينا فاسو، النيجر)، يوم الثلاثاء بمدينة إشبيلية الإسبانية، بـ الجهود الرائدة للمغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، لصالح تنمية القارة الإفريقية.

تأتي هذه الإشادة لتؤكد مرة أخرى أن المغرب لم يعد مجرد بلد إفريقي جغرافيا، بل فاعل تنموي وسياسي محوري، يحمل رؤية استراتيجية تُؤمن بإفريقيا الأفارقة، وتركز على الشراكة، الاستقرار، والبناء المشترك.

تحالف الساحل.. ومغرب التنمية بدل التدخل

من خلال هذا الموقف الرسمي، تبرز دول الساحل — التي تعيش تحديات أمنية واقتصادية صعبة — أن المغرب ليس فقط صوتا ناصحا في المحافل الدولية، بل يدًا ممدودة فعليا على الأرض، عبر مبادرات تنموية ملموسة شملت مجالات مثل التعليم، الصحة، التكوين المهني، البنية التحتية، وحتى الدعم الأمني عبر التكوين والتنسيق.

فعلى عكس بعض القوى التي تتعامل مع إفريقيا بمنطق الهيمنة أو المصلحة الأحادية، ينهج المغرب دبلوماسية القرب، والتعاون جنوب-جنوب، معتمدًا على روابط روحية وثقافية ضاربة في العمق، وخاصة مع شعوب دول الساحل ذات الأغلبية المسلمة والارتباط التاريخي بالمغرب.

رؤية ملكية لعالم إفريقي جديد

ليست هذه الإشادة وليدة صدفة أو مجاملة سياسية، بل هي ثمرة رؤية ملكية نابعة من قناعة استراتيجية عبر عنها جلالة الملك محمد السادس في مناسبات عديدة، مفادها أن “إفريقيا ليست مشكلة، بل فرصة”، وأن “الاستثمار في الإنسان هو أساس النهوض الحقيقي”.

وقد ترجمت هذه الرؤية من خلال:

إطلاق مشاريع طبية وزراعية في دول إفريقية عديدة

استقبال الطلبة الأفارقة وتكوينهم في الجامعات المغربية

إقامة شراكات اقتصادية تعزز الاستقلالية الاقتصادية للقارة

دعم الأمن الغذائي والطاقة عبر المبادرات الملكية الكبرى، أبرزها مشروع أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب

المغرب.. من دبلوماسية النوايا إلى دبلوماسية الأثر

الإشادة التي صدرت من وزراء خارجية مالي وبوركينا فاسو والنيجر، هي اعتراف بأن المغرب لا يكتفي بالوعود، بل ينفذ على الأرض، ويمنح الأولوية للتنمية المستدامة عوض التدخلات الظرفية أو المساعدات المشروطة.

بل أكثر من ذلك، أصبح المغرب نموذجا لدول القارة في كيفية خلق توازن بين الأمن والاستقرار، وبين التنمية والهوية، وبين الحداثة والجذور.

المغرب يتقدم.. وإفريقيا تشهد

في زمن تتصارع فيه القوى العالمية على إفريقيا بمصالحها الخفية، يبرز المغرب كقوة ناعمة صاعدة، تفضل التنمية على التدخل، وتؤمن بأن مستقبل القارة يبنى بأيدي أبنائها، لا من خارجها.

واليوم، حين يشيد تحالف الساحل بجهود المغرب، فهو لا يمنح شهادة، بل يُعلن شراكة من نوع جديد، قوامها الثقة، التعاون، والرؤية الموحدة لمستقبل إفريقي أكثر عدلا وازدهارا.

التعليقات مغلقة.