بقلم : صبرينة مسعودان
لا يزال الرئيس الامريكي المثير للجدل دونالد ترامب حديث الصحافة العالمية و الساحة السياسية الدولية على حد سوى على إثر قراراته المباشرة و أراءه اللاذعة. لكن هاته المرة كغير المرات فالعائلة ترامب بأكملها دخلت اللعبة الكلامية العلنية.
بعد شهر واحد من صدور كتاب ” اكثر من اللازم لكنه لا يكفي” لإبنة أخ الرئيس دونالد ترامب “ماري ترامب” الذي يناقش المسائل العائلية الغير مكشوفة لعائلة ترامب تحت مسمى “كيف صنعت عائلتي أخطر رجلٍ في العالم” .
أصبحت ماري واحدة من المؤلفين الأسرع مبيعًا على الإطلاق عندما بيعت نسخ كتابها ما يقرب من مليون نسخة في يومه الأول.
كان كتابها نوعًا من الكتب الأدبية المبهجة التي نادرًا ما تصدر فهو كتاب يبرز بشكل واضح ترامب بشكل شخصي و ليس ترامب السياسي المحنك كنوع من التنقيب عن شخصية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الواقعية ، كما يوضح الكتاب كيف تخلل بطش شخصية دونالد لتكوين عائلة سامة.
وبحسب ما ورد في الكتاب أن ماري تلوم دونالد على إساءة معاملة والدها المدمن على الكحول حيث تعتقد أن سلوك دونالد قد ساهم في وفاة والدها إثر أزمة قلبية عن عمر يناهز 42 عامًا. كما سلطت الضوء عن شجار حول ملكية فريد ترامب الأب في عام 2000. حيث إدعت ماري وشقيقها فريد ترامب الثالث انه تم التعامل معهم بشكل غير عادل بإرادة جدهم نتيجة الاحتيال والتأثير غير المبرر من قبل دونالد واثنين من إخوته.
تقول ماري إن سوء النية حول دونالد قد تصاعد عندما قام هذا الأخير بقطع التأمين الطبي عن إبن فريد الثالث الذي يعاني من مرض خطير ، والذي يحتاج إلى رعاية على مدار الساعة ، إنتقاما من الدعوى القضائية التي رفعوها ضده .
نُقل عن فريد الثالث قوله: “عائلتنا تضع المتعة في الخلل الوظيفي”. كإشارة منه على أن دونالد ترامب يستمتع بإهانة و تعذيب أفراد العائلة .
وقد نفى ترامب كل هذه الاتهامات٬ وفي تغريدة نشرها على حسابه على موقع تويتر بعد أيام قليلة من نشر الكتاب؛ وصف الرئيس الأمريكي إبنة شقيقه بأنها “مشوشة”، وقال إنه “لم يكن بوسع والديْه تحملها!
اللافت أن الرئيس دونالد ترامب المهووس بالمظهر يقدم صورة للوحدة و التماسك ، لكن خلف الواجهة المصقولة يبدو أن عائلة ترامب مكروهين ولا يثقون في بعضهم البعض. هذا ليس مفاجئًا البتة ! فمع الأخذ في الإعتبار أن إحدى العبارات المفضلة لدى دونالد لأطفاله هي : “لا تثق بأحد”. و وِشفقًا لملف تعريف GQ لدونالد ترامب جونيور ، إعتاد الرئيس دونالد أن يسأل أطفاله عما إذا كانوا يثقون به و عند إجابتهم: “بالطبع” كان يخبرهم بعدم تعلم الدرس.
ربما كان لديه نقطة واضحة كتاب ماري حول صرامة دونالد في المعاملة والتربية.
كما أن الكتاب يحتوي على تعليقات ملعونه من شقيقة دونالد القاضية الفيدرالية المتقاعدة ماريان ترامب باري البالغة من العمر 83 عامًا، لكن منذ يومين نُشر لماريان باري مقطع صوتي مسرب تنتقد فيه أخاها الرئيس دونالد ترامب بقولها : “دونالد قاسي لئيم ليست له مبادئ إنه شخص زائف وكاذب لا يمكنك الوثوق به”.
يُذكر أن التسجيل قدمته ماري ترامب لأول مرة إلى صحيفة واشنطن بوست لكن باري لم تستجب لطلبات التعليق على التسجيلات٬ حيث سجلت ماري ما يقرب 15 ساعة من المحادثات السرية لباري، وفقًا لما قالته ماري للصحيفة.
وقال متحدث بإسم ماري الذي يَدعي أن أقاربها كذبوا بشأن قيمة ميراث الأسرة قبل عقدين من الزمن خلال معركة قانونية على ميراثها، وقال للصحيفة أن هذه التسجيلات تم إجراؤها تحسبا لاحتمال التقاضي بشأن الميراث.
الرئيس ترامب لم يجادل حتى الآن فيما قالته أخته. وبدلاً من ذلك ، رد في بيان صدر مساء السبت : “كل يوم شيء آخر ،من يهتم!. أفتقد أخي ، وسأواصل العمل الجاد من أجل الشعب الأمريكي لا يتفق الجميع ولكن النتائج واضحة٬ بلدنا قريبا أقوى من أي وقت مضى! “
من البديهي أن ترامب كان يشير إلى شقيقه روبرت الذي توفي في 15 أغسطس حسب مانشرته تقارير إعلامية أمريكية أن روبرت كان يعاني وِطأة المرض، لكن لم يتم الكشف عن ماهية هذا المرض تحديدا.
يُذكر أن روبرت ذهب مؤخرا إلى المحكمة في محاولة لم تكلل بالنجاح لوقف نشر كتاب ابنة أخيه ماري ترامب.
وعليه أقام الرئيس دونالد ترامب جنازة روبرت في البيت الأبيض يوم الجمعة. وفي بيان له عن موت اخيه قال : “لم يكن أخي فحسب بل كان أعز أصدقائي”.
العديد من مناصري دونالد ترامب دافعوا عن قائدهم دونالد مؤكدين أن ماري ترامب تريد الشهرة على حساب عمها وأن مشاكل عائلة ترامب كلها سببه واحد وهو المال في لمحة بسيطة منهم على أن العائلة الحقيقية تناصر أفرادها ولا تخون أحد أطرافها على مبالغ مالية يزعم أنها موروثة .
وعلى هذا السياق يبدو أن دونالد لم تبقى مشكلته محصورة في صراعه مع الديمقراطيين بل أصبح شخصيا أكثر ماهو سياسيا !
من الواضح أن لا أحد يكره آل ترامب بقدر ما يكرهون بعضهم البعض. لكن نسبة معارضي دونالد ترامب إزدادت بعد تصريحات أفراد عائلته الصادمة و الكثير يرجح أنه لن يجلس على كُرسِيه المعتاد في البيت الابيض بعد إنتخابات نوفمبر القادم .
بالمختصر دونالد أمام لعبة دامية ليست بصالح وقته الحساس جدا لكل ما واجهه في فترته هاته من علاقته مع بعض الدول الى تعامله مع الأزمة الصحية الخاصة بالفيروس التاجي الجديد (covid 19) مرورا بثورة اللاللعنصرية !
إذا هل دونالد سينهزم بالفعل أمام الديمقراطي جو بايدن أم سيفوز مرةً أخرى محطما لكل التوقعات !
التعليقات مغلقة.