نظمت جمعية إدريس بن المامون للبحث والإبداع في فن الملحون، يومه الخميس الماضي، بمقر الجمعية باب احساين بسلا
الأمسية الفنية الفكرية التاسعة والعشرون.
أمسية تراثية فكرية اختار المنظمون أن تتزامن مع تخليد اليوم العالمي للمرأة.
ولهاته الغاية فقد تم اختار شعار “المرأة في شعر الملحون: الحب والصدق والتفاني في العمل”.

وقد أضفى تزامن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، على الذكرى رونقا وبهاء اشتعلت في طلته أروقة جمعية ادريس المامون للبحث والإبداع بسلا.
وقد حملت الخطوة عبر عبق التراث وقوة الرحلة من بوابة الزمن الجميل طيف الفن العبق مسارا.
وحضرت المرأة بكل حمولتها الجمالية والقيمية والإبداعية والإنتاجية. لتعكس مشاهد وصور القدرة التي لا تنطفئ والإصرار لتحقيق الأهداق. والوصول إلى الغايات عبر بوابة الصمود، ومواجهة كافة الأعاصير المعطلة للبناء والحداثة.

فقد شكلت المرأة على مر الحقب والأزمنة عنوانا للتوهج على الرغم من كافة الأزمان والمطبات التي اعترضت مسارها ولا تزال، لكنها ما كلت ولا خارت قوى المقاومة لديها.
إن هاته الذكرى تعكس في عمقها تحطيم كافة الأنماط المدجنة للمرأة والحاصرة لدورها في الشكل، في انفجار الحضور التأسيس المنتج الدافع للتغيير والتنمية، باعتبارها منبعا للعطاء في كافة المجالات.
وهي الرؤيا التي جمعت الجمعية بعيد المرأة الأم والمرأة الزوجة والمرأة الصديقة والمرأة الأخت في توحد مع كافة المجتمع لصناعة الفرح والأمل بالغد الجميل.
وشكل الحضور المتوحد في بوثقة حفل اختار الملحون بما يحمله من مثون نسيجا للتعبير عن الحب والسمو والإشعاع المتقد الذي لا يخفث توهجه كما لا ينضب نوره.
يأتي ذلك اعترافا بدور تلك الإنسانة التي شكلت دوما مركزا للجمع والدفئ والحنان.

كما حملت تقديرًا للجهود التي بذلتها المرأة دفاعا عن حقها في ترصيع الأسرة والمجتمع بطلة توهج واتقاد مع إصرار على ركوب كافة التحديات. وأكدت إصرارها على المساهمة النوعية لتعزيز حقوقها ضمن وحدة أركان الأسرة والمجتمع.
وقد عرف هذا العرس المنظم بصيغة نون النسوة لحظات قوية. وتأسيسا لثقافة الاعتراف التي تعكس النبل والقيمة المثلى للعلاقات التي يجب أن تسود بين مختلف أفراد المجتمع.
وفي هذا الشأن فقد تم تكريم نساء متميزات في فن الملحون بالمغرب. فنانات بارزات مثلن عبر النغمات الشاذية. مشاهد الحب والمشاعر الحساسة والصادقة والمثابرة التي تتحلى بها المرأة المغربية. ويتعلق الأمر بكل من الفنانة كنزة الأيوبي، والكاتبة سارة البوفي، والفنانة شيماء الرداف.
وألهب تفاصيل هذا الحفل البهيج، المرصع بأكاليل الحب والعرفان والاعتراف والسمو للمرأة، حضور الملحون كأحد أنواع الموسيقى التي تميّز تاريخ المغرب عن باقي البلدان العربية، باعتباره رافد أساسيا للذاكرة الفنية المغربية منذ قرون.
حفل اشتعل مع إيقاعات الملحون المميزة له كتراث وفن أصيل ممزوج بمواويل تعبر عن مشاعر تتوحد في توليفة مشتركة. ناقلة من اللهجة المغربية الأداة التعبيرية، ومن مضامين اللغة الفصحى الشعر كصور رائدة ومن النثر مادة تعبيرية عاكسة للحياة، لتنسج لنا سمفونية السمو الكبير والعشق الذي لا يخفث أبدا.
عشق متقد ألهب الصالة ومنحها مزيدا من الفرجة احتفاء بالمرأة في عيدها الأممي. وأيضا احتفاء بالملحون كإرث ولد لأول مرة خلال العهد الموحدي، أي خلال القرن الثالث عشر الميلادي، بمدينتي سجلماسة وبتافيلالت تحديدًا، ليتطور ويغزو مراكش وفاس ومكناس وسلا، لاحقا.
لقد حلق الحضور عبر عوالم الفن المرصع شعرا والملهب إنشادا والمغرد لحنا وغناء. توليفة مغربية صرفة حملت عنوانا لها رسالة حب وامتنان وتقدير للمرأة في عرسها الأممي الذي احتضنته سلا وجمعية “بن المامون”. ليشكل فضاؤها الضيق مساحة لعمق سام أقوى من جهة العطاء الناقلة للأفراح والسعادة الملتهبة في عرس المرأة الأممي.

التعليقات مغلقة.