أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

صفرو: جوهرة نائمة بحاجة إلى اليقظة – صوت التاريخ وجيل المستقبل

بقلم: عبد العزيز صبيح

JOURNALE ASWAT

تعتبر مدينة صفرو واحدة من أقدم المدن المغربية التي تحمل في طياتها عبق التاريخ وروعة الطبيعة؛ مدينة عتيقة تشتهر بإنتاج زيت الزيتون الفاخر، الذي يُعتبر واحدًا من أبرز سمات الهوية المغربية. إلا أن مدينة طبعها الصمت ومحيطها الجميل يظهران في صورة المدينة المتروكة خلف أيام الاستعمار والمشاريع المتعثرة.

 

على الرغم من سمعتها كمركز لصناعة زيت الزيتون، فإن صفرو تعاني من الإهمال التنموي في مجالات حيوية أخرى، مما يجعلها مدينةً مهمشة في خريطة التطور الاجتماعي والاقتصادي. فبينما تؤكد إنتاجيتها من الزيت على مهارات سكانها، يظل السؤال المطروح: أين هي الفرص التي يمكن أن تضمن للشباب والمواطنين لديهم مستقبلاً يليق بطموحاتهم؟

 

تعدد الأسباب التي أدت إلى الزوال النسبي لهذه المدينة التاريخية. أولها عدم وجود رؤية واضحة من المنتخبين المحليين. إذ يبدو أن غياب التخطيط الاستراتيجي والإداري الفعال قد ترك المدينة في حالة من الفوضى ومواجهة التحديات اليومية. وكأن القلوب والمصالح قد انقطعت عن التواصل بين أصوات الناخبين والأشخاص المكلفين بتحقيق طموحاتهم.

 

كما أن سكون الشارع الصفري يمكن أن يُعزى أيضاً إلى شعور المواطن بعدم الاكتراث. فقد اعتادت الأجيال على السكوت أمام التحديات، مما أدى إلى إضعاف حركة المطالبة بحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية. إن صندوق الانتخابات إن لم يكن يصنع تغييراً حقيقياً، فلا بد أن يتحرك المواطنون في صفوفهم لتحريك المياه الراكدة سياسياً واقتصادياً.

 

ليس فقط السياسة هي المتهمة. فواقع البطالة وقلة فرص العمل، خصوصًا بين صفوف الشباب، يشكلان أحد أكبر التحديات. يتلقى الشباب الاقتصاديفقرًا غير مبرر في مجتمع تتجاوز فيه مستويات التعليم، ما يضطرهم إلى الهجرة بحثًا عن آفاق جديدة، تاركين وراءهم مدينتهم العريقة تخلو من الابتكار والطموحات.

 

ومع الأسف، تجد صفرو نفسها في معركة صامتة مع الفقر التعليمي والتعميق الاجتماعي، حيث تفتقر البنية التحتية إلى الدعم الكافي، وتتجلى الحاجة إلى استثمارات تساهم في تحسين نوعية الحياة لسكان المدينة.

 

إن الحديث عن صفرو ليس مجرد سرد لتاريخها المتألق، بل هو دعوة حقيقية لإحياء دوبان المدينة وجعلها تتألق مرة أخرى في سماء التنوع الثقافي والسياحي. يجب أن يضع الجميع أيديه في يد بعضهم البعض – منتخبين، مواطنين، وشبابًا – لإعادة بناء المدينة وتحقيق الأمل المنشود.

 

دعونا نقف لنقول إن صفرو ليست مجرد مدينة، بل هي حياة وثقافة وتاريخ، وكل ذلك يحتاج إلى جهود حقيقية لإعادة بريقها، لتحظى بمكانتها اللائقة بأحلام سكانها ومكانتها في قلوب المغاربة.

 

التعليقات مغلقة.