بقلم خالد الطويل
التاج الملكي الذي اختاره كشكل لنفسه، رغم انه فيروس قاتل، بإذن الله تعالى استطاع هذا الفيروس أن يفرض العدل لأنه لم يفرق بين فقير او غني. فهو لم يميز بين دولة فقيرة ولا غنية، فكما نعلم انه ظهر اول مرة بالدول العظمى اقتصاديا (الصين اوروبا امريكا)، فأين هو حق الفيتو استخدموه ان استطعتم؟ فيروس و كورونا استطاع أن يفرض العدل على الكبير والصغير، الغني والفقير على حد السواء.
فقد أرغم كورونا رؤساء الدول والسادة والفقراء ان يلتزموا بقواعد النظافة بغسل اليدين، والابتعاد عن المصافحة والتجمعات ما أثار رعبا لدى سكان العالم. فرض العدل لأنه لم يسمح للأغنياء واصحاب النفوذ واصحاب الطائرات الخاصة بالهروب والابتعاد، بل ارغمهم على البقاء والالتزام بالحجر الصحي في بيوتهم مثلهم مثل الفقراء. فرض العدل لأنه استطاع ان يمنع الأغنياء من الحصول على المتعة في صالات القمار والسهرات والملاهي الليلية والتجمعات الموبوءة. فالفقير رغم حجره في بيته المتواضع إلا انه مرتاح البال، في ما نجد الغني رغم رغده، الا انه خائف على ارصدته البنكية ومصالحه ورؤوس امواله التي في انهيار. الفقير معتاد على البقاء في البيت نظرا لظروفه المادية الضعيفة، عكس الغني الذي اعتاد السفر من دولة لأخرى، الان مطارات العالم مغلقة بفضل كورونا. كورونا عادل لأنه أجبر الجميع على أن يقفوا في خندق واحد ويدا واحدة، فلو كنا في حالة حرب لوجدنا أزمة في المطارات بسبب أصحاب الجوازات الحمر ورؤوس الأموال الذين سيحاولون الهرب بحثا عن الامان، مخلفين وراءهم الفقراء يواجهون الحرب وحدهم، ليعودوا بعد انتهاء الحروب لاقتسام الغنائم والمناصب. كورونا اغلق المساجد ومكة المكرمة لان اغلب مشايخنا اصبحوا يركضون وراء الولاية، لانهم اصبحوا عبيدا للمصالح السياسية، هكذا خرج الاسلام عن حقيقته هدف يتلاعب به المسؤولون لأجل حاجاتهم، مستغلين ضعف وجهل الناس. واصبحنا نركض وراء كل ما هو مادي متناسين بذلك علاقتنا بالله سبحانه وتعالى. فصلواتنا لا تزيد في ملك الله شيء، واقفال المساجد لن ينقص من ملكه شيء، فالله سبحانه وتعالى يريد تطهير قلوبنا في الباطن قبل الظاهر.
فيروس كورونا رغم كونه فيروسا قاتلا الا انه اعطانا ويعطينا دروسا للعبرة. يوم لا ينفع لا مال ولا جاه.
فشكرا لك كورونا.
التعليقات مغلقة.