إعداد مبارك أجروض
يكون الفيروس التاجي جديداً (CoV) عندما ينشأ عن سلالة جديدة من الفيروسات التاجية. فلقد تم إطلاق اسم مرض الفيروس التاجي 2019(COVID-19) على المرض الناجم عن الفيروس التاجي الجديد الذي ظهر لأول مرة في ووهان في الصين. وأُطلق على هذا المرض سابقاً اسم “2019 novel coronavirus” أو”2019 nCoV” إن فيروس “كوفيد-19” هو فيروس جديد يرتبط بعائلة الفيروسات نفسها التي ينتمي إليها الفيروس الذي يتسبب بمرض “المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة” (سارز) وبعض أنواع الزكام العادي.
وعلى الرغم من أن فيروس كورونا الجديد يتصدر عناوين الأخبار حالياً، ويخوض العلماء من جميع أنحاء العالم سباقاً محموماً لإيجاد علاج فعال له، إلا أنه ليس الفيروس الوحيد على الساحة الذي يمثل خطورة على حياة الملايين، وفيما يلي مجموعة من الفيروسات التي لا تقل خطورة عن فيروس كورونا في تأثيرها القاتل:
* فيروس السارس
ينتمي السارس لعائلة الفيروسات التاجية، ويعتقد بأنه قد ينتقل من الخفافيش والعديد من الحيوانات الأخرى. ضرب السارس الصين في 2002 و2003 قبل أن يتنشر إلى 26 دولة حول العالم، حيث تسبب بمقتل أكثر من 770 شخصاً على مدار عامين. يتسبب المرض بالحمى والقشعريرة وآلام في الجسم، ويمكن أن يتحول إلى التهاب رئوي. يقدر معدل وفيات السارس بـ 9.6% ولا يوجد علاج أو لقاح معتمد. الخبر السار هو أنه لم يتم الإبلاغ عن حالات سارس جديدة منذ أوائل العقد الأول من القرن الحالي، وفقا لمركز السيطرة على الأمراض.
* فيروس الإيبولا
هذا الفيروس المرعب الذي اندلع لأول مرة في جمهورية السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية في 1976 له العديد من السلالات المختلفة. وقد لا يُظهر المصابين ببعض سلاسات هذا الفيروس أي أعراض على الإطلاق، لكن معدلات الموت لدى المصابين بسلالة بونديبوجيو يصل إلى 50%. يهاجم الفيروس الجهاز المناعي ويقلل من مستويات خلايا تخثر الدم، مما قد يتسبب في نزيف المرضى بشكل لا يمكن السيطرة عليه وفي نهاية المطاف النزف حتى الموت. بدأ أكبر تفش للفيروس في التاريخ في غرب إفريقيا في أوائل 2014 وسيطر على عناوين الأخبار العالمية لعدة أشهر، واستمر حتى 2016.
* فيروس ماربورغ
على غرار فيروس الإيبولا، يمكن أن يسبب فيروس ماربورغ حمى نزفية حيث ينزف الناس حتى الموت ويعانون من فشل في الأعضاء. تم التعرف عليه في 1967 عندما تعرض عمال المختبر للفيروس من خلال الاتصال بالقردة المستوردة من أوغندا. كان معدل الوفيات آنذاك 25%، لكنه ارتفع إلى أكثر من 80% في الموجة الثانية له والتي امتدت من 1998-2000 في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وكذلك في الموجة الثالثة عام 2005 في أنغولا.
* فيروس حمى الضنك
يصاب ما بين 50 و100 مليون شخص سنوياً بالمرض بسبب حمى الضنك التي نشأت في الفلبين وتايلاند في الخمسينيات من القرن الماضي. على الرغم من أن معدل الوفيات البالغ 2.5% منخفض نسبياً، إلا أنه يمكن أن يتطور أيضاً إلى حمى نزفية إذا تُرك دون علاج. الشيء الأكثر رعباً بشأن حمى الضنك هو أنها ستصبح أكثر شيوعاً مع ارتفاع حرارة الكوكب الناجمة عن تغير المناخ حيث يحمله البعوض الذي يزدهر في البيئات الأكثر دفئاً. بعض البلدان لديها لقاح حمى الضنك المعتمد لأولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و45 عاماً، ولكن فقط للأشخاص الذين كانوا يعانون من حمى الضنك في الماضي.
* فيروس داء الكلب
داء الكلب هو فيروس يهاجم الدماغ والجهاز العصبي ويشتهر بأعراضه الغريبة بما في ذلك الارتباك والسلوك الهوسي والخوف الغير مبرر من الماء. ساعدت لقاحات الحيوانات الأليفة في جعل هذا المرض نادراً جداً في العالم المتقدم لكنه لا يزال يمثل مشكلة خطيرة في الهند وأجزاء من إفريقيا.
* فيروس نقص المناعة المكتسب (السيدا)
حتى الآن، توفي ما يقرب من 32 مليون شخص بسبب فيروس نقص المناعة المكتسب (السيدا) الذي يهاجم النظام المناعي للجسم. تم التعرف عليه لأول مرة في أوائل الثمانينيات بعد أن بدأ الرجال المثليون يموتون بسبب مرض غامض، واستمر في تدمير مجتمع المثليين وكذلك الأشخاص المستقيمين ومتعاطي المخدرات. يمكن أن ينتشر من خلال الجنس غير المحمي، ومشاركة الحقن، ومن الأم إلى الطفل أثناء الحمل أو الرضاعة الطبيعية. يسمح الدواء القوي المضاد للفيروسات الآن للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية بأن يعيشوا حياة طبيعية. ويصاب بالفيروس واحد من كل 25 بالغاً في إفريقيا سنوياً.
* فيروس الانفلونزا
لا يُعتبر الإنفلونزا الموسمية حالة طوارئ صحية دولية، ولكنها تقتل مئات الآلاف كل عام. تقدر منظمة الصحة العالمية أن ما يصل إلى نصف مليون شخص يموتون بسبب الأنفلونزا سنوياً. في بعض الأحيان يتحول الفيروس إلى سلالة جديدة يمكن أن تنتشر بسرعة أكبر ولها معدل وفيات أعلى. وتعتبر الإنفلونزا الإسبانية الأكثر فتكاً في التاريخ، حيث أصابت ما يصل إلى 40% من سكان العالم بعد الحرب العالمية الأولى مباشرة وقتلت حوالي 50 مليون شخص.
التعليقات مغلقة.