لقد حثنا الله سبحانه وتعالى على فعل الخير والمسابقة في عمل الطاعات كما في قوله عز وجل في سورة المائدة الآية 48 “فاستبقوا إلى الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا”. واتباعا لأوامره عز وجل وابتغاء لمزيد من الحسنات تُنَظَّمُ العديد من القوافل الإنسانية بهدف مساعدة المحتاج، وبدوره ينظم نادي إنسيم الخير التابع للمدرسة الوطنية العليا للكهرباء والميكانيك بشراكة مع جمعية الوئام قافلة إنسانية لفائدة بعض دواوير المغرب المنسي، الذي يعاني الهشاشة والتهميش، كعادته كل عام؛ بهدف إيجاد حلول لبعض المشاكل المستعصية التي يعاني منها.
كما لا يخفى عنكم أن ساكنة تلك المنطقة يفتقرون لأبسط النعم والتي نعتبرها أنا وأنت من المسلمات التي لا نستطيع العيش يوم واحد دونها، فكيف حالهم وقد حرموا منها منذ الولادة؟
اختار هذا النادي في نسخته الثامنة دوار سويت نايت حماد بإقليم أزيلال وجهة له، ساكنة هذا الدوار تعاني بالأكثر من ارتفاع تكلفة المضخات المائية التي أثقلت مصاريف تشغيلها الباهظة كاهلهم في ظل غياب مورد مادي قار. لذلك، وكمشروع أساسي لإصلاح ما استطاعت في هذا الدوار، ستعمل القافلة على تزويدهم بمضخات تعمل على الطاقة الشمسية وهو بالنسبة لأولئك الناس تغير جذري في حياتهم؛ كونه سيخفض تكاليف تزويد منازلهم بالماء وسيعفيهم من رائحة ومذاق البنزين الذي لا طالما كان الحل الوحيد لتوفير المورد الأساسي في الحياة. إلى جانب ذلك سيتم تزويد 15 منزل بالدوار بالكهرباء اعتمادا على الطاقة الشمسية، كما سيتم إصلاح مسجد الدوار وتزويده بالفرش اللازم، بالإضافة إلى إعادة تأهيل المدرسة الوحيدة الموجودة بالدوار وتزويدها بالمرافق الصحية لخلق فضاء ملائم لتحصيل المعرفة.
وتنظم دورة هذا العام من قافلة إنسيم الخير بشراكة مع جمعية الوئام، مؤسسة عمر التازي للأعمال الاجتماعية(TAQAA MOROCCO)( IRESEN)،(HPS Foundation)و(APSOPAD).
تجدر الإشارة إلى أن نادي إنسيم الخير ومنذ نشأته عرف تطورا نوعيا في الأفكار وعلى مستوى الأداء والإنجاز. كما أنجز في نسخه السابقة مشاريع غاية في الأهمية حاز من خلالها ثقة الشركاء والداعمين نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر تزويد 50 منزلا في دوار تاداوت إقليم بني ملال بالكهرباء اعتمادا على الطاقة الشمسية، كما تم تزويد رحل دوار المسارح نواحي بولمان بطقم الطاقة الشمسية يستعملونه عند تنقلهم وترحالهم.
ولطالما كان التوفيق والسداد حليف جميع مشاريعه في دوراته السابقة. فلا غرو في ذلك فكل أعضائه طلبة مهندسون شباب مفعم بالحيوية والنشاط، ينبض محبة وإخلاصا مؤمنا بمبدأ التطوع والتضامن والتكافل. يسعى لإحياء ثقافة البذل والتبرع خدمة للضعفاء والبسطاء الذين يعانون التهميش والهشاشة. هؤلاء الشباب نعتبرهم أمل الغد، بنات المستقبل وقدوة الأجيال التي ستحمل المشعل وتكمل المسير.
التعليقات مغلقة.